باحث مصرى: الاقتصاد فى عصر مبارك سجل أسوأ أداء منذ 60 عامًا

السبت، 02 يونيو 2012 05:14 م
باحث مصرى: الاقتصاد فى عصر مبارك سجل أسوأ أداء منذ 60 عامًا الدكتور أحمد السيد النجار
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرى باحث مصرى أن اقتصاد بلاده سجل فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك أسوأ أداء منذ ثورة عام 1952 بسبب الفساد والغلاء وسياسة الخصخصة.

ويقول أحمد السيد النجار فى كتابه "الانهيار الاقتصادى فى عصر مبارك.. حقائق الفساد والبطالة والغلاء والركود والديون" إن الأداء الاقتصادى فى السنوات الأخيرة لمبارك مهد "الطريق إلى الثورة" التى اندلعت يوم 25 يناير كانون الثانى 2011 وتمكنت بعد 18 يوما من إنهاء حكمه الذى استمر 30 عاما.

ويسجل أن تلك السنوات شهدت "مستوى غير معهود من اضطراب الخدمات العامة التى تمس حياة الناس" مثل انقطاع الكهرباء ونقص مياه الشرب وتلوث مياه نهر النيل نظرا لإلقاء مياه الصرف الصناعى والزراعى "وأحيانا الصحى" دون محاسبة.

وصدر على مبارك اليوم السبت حكم بالسجن المؤبد بتهم تتصل بقتل متظاهرين فى الاحتجاجات الشعبية التى أنهت حكمه.

ويقول الباحث إن سياسة الخصخصة التى انتهجتها حكومات مبارك أدت إلى ما هو أسوأ من نمو طبقات طفيلية وهو "انحدار جزء من مصاف الطبقة الوسطى" نحو الفقر بعد تعرض هذه الطبقة التى تعد الأكثر تعليما ومحافظة "للسحق اقتصاديا" نتيجة سوء توزيع الدخل.

جاء ذلك فى طبعة جديدة مزيدة من كتاب النجار الذى صدرت طبعته الأولى عام 2005 خلال حكم مبارك، وصدرت الطبعة الجديدة عن المجلس الأعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة المصرية ويقع فى 545 صفحة كبيرة القطع.

والنجار خبير اقتصادى له كتب منها "الاقتصاد المصرى من تجربة يوليو(1952) إلى نموذج المستقبل" ونال جائزة الدولة التشجيعية فى الاقتصاد عام 1999 عن كتابه "دور المساعدات الخارجية لإسرائيل 1948 -1996.. بناء دولة".

ويقول النجار فى كتابه إن السنوات الأخيرة لحكم مبارك سارت فيها الأمور "من سيىء إلى أسوأ فيما يتعلق بالفساد والبطالة وسوء توزيع الدخل" فى حين أن النظام الجمهورى كان يهدف عند تأسيسه بعد ثورة يوليو تموز 1952 للقضاء على النظام الملكى وتحقيق العدالة الاجتماعية.

ويصف معايير خصخصة الشركات مثلا بأنها كانت تمثل "الفساد المنهجى" الذى يتمثل فى تقييم أصول هذه الشركات حيث كانت تباع بنحو ثلاثة بالمائة من سعر الأرض المقامة عليها مستشهدا بفندق مقام فى جزيرة بنهر النيل فى العاصمة وتبلغ مساحته 21 ألف متر مربع.

ويقول إن هذا الفندق عرض للبيع عام 1993 وكان سعر المتر لا يقل عن 30 ألف جنيه مصرى أى أن قيمة الأرض وحدها تساوى 630 مليون جنيه (أكثر من 185 مليون دولار بأسعار ذلك العام) ولكنه بيع "إلى أمير سعودى" بمبلغ 75 مليون دولار.

ويرى أن الثمن الذى بيع به الفندق لا يتجاوز قيمة الأرباح الصافية لتشغيله فى أربع سنوات.

ويسجل أن بيع كثير من الفنادق والشركات والأراضى تم "بلا مبرر وللفساد" وأن عملية الخصخصة أدت إلى خوف الطبقة الرأسمالية المصرية التقليدية من المبادرة بعد أن اتجهت لشراء مشروعات جاهزة ولها سوق فعلية ولهذا لم يحدث تراكم "لخبرات استثمارية ملهمة للقطاع الخاص" ويعتبر ذلك من سمات الفساد أيضا.

ويقارن بين مصر عام 1952 ومصر قبل خلع مبارك قائلا إن ثورة 1952 وضعت 18 قرشا حدا أدنى للأجر يوميا موضحا أن المبلغ كان يشترى نحو1.5 كليوجرام من اللحم فى الريف ونحو1.2 كيلوجرام من اللحم فى المدن مضيفا أن العامل -بافتراض أنه يعمل 25 يوما فى الشهر- كان دخله الشهرى 34 كيلوجراما من اللحم أى أكثر من 2000 جنيه مصرى حاليا.

ويسجل أن الحد الأدنى للأجر عام 2010 بلغ 118 جنيها فقط.

ويخلص إلى جملة استنتاجات منها اضمحلال شريحة الطبقة الوسطى التى تضم نخبة المتعلمين فى المجتمع وانضمام الكثير منهم إلى الطبقة الفقيرة.

ويقول النجار إن هذه الطبقة تعرضت للكثير من عمليات النهب المباشر وغير المباشر لأموالها وممتلكاتها فيما يسميه عمليات التلاعب والتحايل من صغار المستثمرين فى البورصة أو"من قبل شركات توظيف الأموال المتدثرة برداء الدين والتى استغلت ثقافة الاستثمار لدى العاملين بأجر الذين ينتمون للطبقة الوسطى وبالذات العاملين بالخارج غير المتفرغين لمتابعة استثماراتهم وخاصة من العاملين فى المملكة العربية (السعودية) والمتأثرين بالنموذج الوهابى... الذى يربط السياسة والاقتصاد بالدين".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة