وأخيراً اقتنعت أن ما كان يحدث على شاشات التلفاز على طول العام المنصرم ما هى إلا ثرثرة من الذين ادعوا أنهم النخبة والصفوة والذين أوكلوا لأنفسهم دون وجه حق المهام الجسام لتحرير الشعب من عبوديته.
ولا أذكر فى هذه المواقف العصيبة سوى قول الراحل عماد حمدى فى الفيلم الشهير ثرثرة فوق النيل حينما قال "الفلاحة ماتت ولازم نسلم نفسنا"، وما أظنه الآن بل يقيناً إنه ليس انقلابا بل هو "تفنَيش" للفيلم الذى حدث على مدار الشهور السابقة، وحتماً إن الثورة ماتت ولابد أن يسلم الثوار أنفسهم، لست متشائماً بل هو الواقع المرير الذى نحن بصدده الآن، فحل البرلمان والأوضاع المتلاطمة كالأمواج والمصوبة نحو الشعب تخبرنا برؤية الراحل عماد حمدى حينما قال أيضاً "إنه يرى الدنيا مقلوبة ومتعرية" وهذا هو حال الثورة لم تجد من يغطيها ويسترها وأصبح الكل "بيفنَش فيها"، ويكتب نهايتها عسكر وإخوان ولا يحضرنى الآن سوى أن الثورة وشبابها وكل من دفع النفيس والغالى حتى من أكدوا أنهم ثوار وطبعاً لم يكونوا هكذا أتوا على الحجر، وتم تفنَيشهم بطريقة أو بأخرى، لذلك أقول أن التفنَيشة لم تأت بأسلوب عشوائى، بل جاءت بحنكة وبتفكير عميق لدولة عميقة لديها قدرة هائلة على ضبط النفس وإمتصاص الغضب وتشويه الآخر، ولا نخفى أن هذه الدولة "الجوانية" شديدة العمق كان لديها القدرة على تغليب الوضع العام بالنسبة لكيانهم على مصلحة أشخاص بينهم، وأوهموا الجميع بأنهم الأمن والأمان والاستقرار وكان هدفهم الأساسى هو التفنَيش الصح على طريقة فنَشوك فقالوا وكانت مرتبة ومتسلسلة فالبداية كانت
فنَشوك فقالوا:
لسنا بديلاً عن الشرعية
فنَشوك فقالوا:
نحن الضامن للدولة المدنية منحازين للثورجية
فنَشوك فقالوا:
نحن التشريع يا برلمان المهلبية
فنَشوك فقالوا:
أى حد رئيسا للجمهورية
وفى الأخير قلنا نحن قول الحق: "إن لله وإن إليه راجعون"
مظاهرات من 25 يناير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة