روجيه جارودى.. هادم معبد الأساطير اليهودية

الثلاثاء، 19 يونيو 2012 07:12 م
روجيه جارودى.. هادم معبد الأساطير اليهودية روجيه جارودى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت أولى محطات التصادم بين المفكر الفرنسى الراحل روجيه جارودى، وبين الصهيونية بعد مذبحة صابرا وشاتيلا فى لبنان عام 1982، حيث نشر مقالة فى صحيفة "لوموند" تحت عنوان "معنى العدوان الإسرائيلى بعد مجازر لبنان"، وقد وقع البيان مع "جارودى" كل من الأب ميشيل لولون والقس إيتان ماتيو.

كان هذا البيان بداية صدام "جارودى" مع المنظمات الصهيونية التى شنت حملة ضده فى فرنسا والعالم، ففى عام 1998 حكمت محكمة فرنسية على "جارودى" بتهمة التشكيك فى محرقة اليهود فى كتابه الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، حيث شكك فى الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا فى غرف الغاز على أيدى النازيين، فيما عرف بمحرقة اليهود، حيث رأى أن ادعاء اليهود حدوث محرقة تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية شملت ستة ملايين يهودى أمر مبالغ فيه جداً وهو الأمر الذى أكّده فى كتبه التى زادت على الخمسين كتاباً واضطره ذلك إلى مواجهة المحكمة الفرنسية سنة 1988 بدعوى معاداته للسامية، وحكم عليه بغرامة مالية قدرها 50 ألف دولار.

وعرف عن فكر "جارودى" أنه ظلّ ملتزمًا بقيم العدالة الاجتماعية التى آمن بها فى الحزب الشيوعى، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه، فظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا، وفى كتاب "الإسلام دين المستقبل" يقول جارودى عن شمولية الإسلام: "أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية فى استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان فى قبوله لأتباع هذه الديانات فى داره منفتحًا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة أنه فى إطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش تماذج لهذه الحضارات. بل أيضا إعطاء زخم قوى للإيمان الجديد: الإسلام. فقد تمكن المسلمون فى ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى فى الشرق وأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد آن هذا الانفتاح هو الذى جعل الإسلام قويًا ومنيعًا".

ومن أطرف ما يذكره "جارودى" كيفية نجاته من الموت حين أسر من قِبل النازيين فى الجزائر خلال الحرب العالمية الثانية فى الفترة ما بين 1940- 1943، فقد قضت الأوامر بإطلاق النار عليه وهو فى المعتقل غير أن الحراس الجزائريين رفضوا تنفيذ الأوامر وذلك لإيمانهم بأنه ليس من شرف المحارب أن يطلق الرجل المسلح النار على أعزل.

وفى روايته "مَنْ أكون فى اعتقادكم" يتحدث "جارودى" عن الجيل الضائع بعد الحرب لذا فيقول "إن بطلى الرئيسى ينتمى إلى جيل يبهرنى.. الجيل الذى ولد منتصف القرن تماماً، وقد بلغ الثامنة عشرة سنة 1968، وسيبلغ الخمسين سنة 2000، ولقد عرف المخدرات واشترك فى العصابات وسلك طريق «"كاتماندو" وعانى أحلام تشى جيفارا، وكذلك قلق العصر النووى".

ولـروجيه جارودى مجموعة من الكتب الهامة منها "وعود الإسلام، الإسلام دين المستقبل، المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، حوار الحضارات، كيف أصبح الإنسان إنسانيًا، فلسطين مهد الرسالات السماوية، مستقبل المرأة" وغيرها، كما نال جائزة الملك فيصل العالمية عام 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه Promesses de l'Islam (ما يعد به الإسلام) وL'Islam habite notre avenir (الإسلام يسكن مستقبلنا)، وذلك لدفاعه عن القضية الفلسطينية، كما حصل أيضًا على الدكتوراة الفخرية من جامعة قونيا فى تركيا عام 1995.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اميرة الهواري

الباحث عن الحق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة