كشف روجيه جارودى فى كتابه "لماذا أسلمت نصف قرن من البحث عن الحقيقة" عن أهم دوافعه إلى اعتناقه الإسلام عندما تعرض للسجن أول مرة تعرف فيها على الإسلام، عندما أودى به موقف إلى السجن ثلاث سنوات، وأصدر الكوماندوز الفرنسى حكماً بإعدامه رميا بالرصاص، وأصدر أوامره إلى الجنود الجزائريين المسلمين، وكانت المفاجئة، عندما رفضوا إطلاق النار عليه، وبعدها عرف السبب، إن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل.
ويقول روجيه: "إن اعتناقى الإسلام لم يكن شيئاً من قبيل التجربة، ولكنه كان شيئاً كالإنجازات الكبرى فى حياة الإنسان، وعندما شرح الله صدرى للإسلام تكونت لدى قناعة بأن الإسلام ليس مجرد دين يختلف عن بقية الأديان فحسب بل إنه دين الله، أعنى بذلك أن الإسلام هو الدين الحق منذ خلق الله آدم الإنسان الأول".
وأضاف جارودى حين أعلن إسلامه: أنا لم أعلن إسلامى إعجاباً بما قدم الإسلام للناس فيما سبق من الزمان، بل بالأمل العظيم الذى يمكن للإسلام أن يقدمه للإنسان فى مستقبله حينما يريد أن يتعايش لسلام على هذه الأرض.
بقى الإسلام القناعة الوحيدة الراسخة لدى جارودى وظل يبحث عن النقطة التى يلتقى فيها الوجدان بالعقل، مؤكداً أن الإسلام مكنه بالفعل من بلوغ نقطة التوحيد بينهما ففى حين أن الأحداث تبدو ضبابية وتقوم على النمو الكمى والعنف، فى حين يقوم القرآن الكريم على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة، يكتسب فيها الدور الذى يسهم به الإنسان معنى، وان نسيان الله خالق هذا الكون يجعلنا عبيدا هامشيين خاضعين للعديد من الاعتبارات الخارجية، بينما ذكر الله فى الصلاة فقط يكسبنا وعيا بمركزنا وبموردنا الذى هو أصل الوجود دين المستقبل.