الفايننشيال تايمز: الإخوان والعسكرى حريصان على تهميش القوى الثورية

قال دكتور عز الدين شكرى فيشر، أمين المجلس الأعلى للثقافة السابق، إن كلاًّ من الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى لم يظهرا أى استعداد بعد الثورة فى تقاسم السلطة وحرص كل منهما على تهميش القوى الثورية والديمقراطية، ليبدو المشهد كما لو أنهما يرغبان فى تطهير الساحة لمواجهة بين الطرفين فى نهاية المطاف.

وأضاف فيشر فى مقاله بصحيفة الفايننشيال تايمز أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات أتت لتؤكد هذا الانقسام، تاركة المصريين يختارون بين الفريق أحمد شفيق ومحمد مرسى، وبمعنى آخر الاختيار بين مرشح الجيش ومرشح الإسلاميين.

ولفت إلى أن الإخوان المسلمين بذلوا منذ الثورة أقصى ما فى وسعهم لعزل وإبعاد القوى القديمة عن المشهد السياسى، ردًّا على اتهامات هذه القوى للانتفاضة وقتها بأنها مؤامرة إخوانية للوصول للحكم.

وأشار الكاتب الروائى فى مقاله إلى روايته "باب الخروج" التى تتحدث عن تسليم السلطة والتى تشير إلى استمرار المواجهة بين المجلس العسكرى والإخوان تسع سنوات شهدت خلالها البلاد فوضى وارتباك الشباب وحيرتهم للانجذاب لأى من المعسكرين.

وأوضح أن الوقت الحالى هو اللحظة المثالية لإطلاق العسكرى رصاصة الرحمة على الإخوان. فعقب الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية برأت المحكمة جميع الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين خلال الثورة ثم منحت وزارة العدل الضبطية القضائية للشرطة العسكرية وسلطة الاعتقال للاستخبارات.

ويتابع فيشر: إنه عقب ذلك بيوم قررت المحكمة الدستورية العليا عدم دستورية الانتخابات التشريعية وحل مجلس الشعب الذى يهيمن عليه الإخوان المسلمون ثم عدم الاعتراف بلجنة صياغة الدستور المنتخبة من أغلبية إسلامية. لذا يتساءل الكاتب عن رد فعل الإخوان على هذا الانقلاب الناعم إذا فاز شفيق بالرئاسة.