ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى لا يزال يحقق فى ملابسات حادثة إطلاق الصاروخين من طراز "جراد" على منطقتى "متسبيه رامون" و"عوفدا" بالنقب اللاتى يبعدن عن إيلات مسافة 50 كيلو متر تقريباً، أمس السبت، بعد عثور الشرطة الإسرائيلية على بقايا الصاروخين فى تلك المناطق.
وأضافت يديعوت خلال تقرير لها اليوم الأحد، أنه فى بداية التحقيقات أعتقد الجيش الإسرائيلى، أن مصدر إطلاق الصواريخ من الأراضى الأردنية باتجاه الأهداف الإسرائيلية، ولكن فيما بعد اتضح أن المصدر هو خلية عملت فى شبه جزيرة سيناء.
وفى السياق نفسه نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن مسئولين سياسيين فى إسرائيل زعمهم أن إطلاق الصواريخ تم حسب طلب من مسئولين كبار فى جماعة "الإخوان المسلمين" فى مصر، موضحة أن تصريحات المسئولين تأتى على ضوء التطورات المقلقة فى العلاقات بين مصر وإسرائيل خاصة قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية فى مصر.
وأوضح المسئولون أن الصاروخين الذين أطلاقا أمس من سيناء سقطا فى مناطق مفتوحة ولم يسفرا على وقوع إصابات أو أضرار، وتعتبر هذه أول مرة تصل فيها الصواريخ لمثل هذه المناطق، وأن عملية الإطلاق تمت من قبل خلية بدوية ناشطة فى سيناء وتعمل بواسطة توجيه من حركة "حماس".
هذه المزاعم نفاها عاموس جلعاد المستشار السياسى فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، الذى استبعد ردا على مسئول للإذاعة العسكرية، أن تكون وراء إطلاق الصاروخين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر "التى تطمح إلى تغيير وجه الشرق الأوسط ولا تتدخل فى اعتداءات"، وقال إن "الكثير من العناصر المتطرفة ينشطون فى سيناء بدعم من إيران وحزب الله (اللبنانى)، ونحقق لمعرفة من يقف وراء إطلاق الصاروخين".
وزعم المسئولون الإسرائيليون لهاآرتس أن هذه المرة لم تتم عملية الإطلاق بتوجيه من حركة حماس، بل صدرت الأوامر من حركة "الإخوان المسلمين" فى عملية تعتبر الأولى من نوعها من قبل الحركة اتجاه إسرائيل، وأنه ليس واضحاً بعد هدف الحركة من هذه العملية، ولم يتبن بعد إذا كان الإطلاق جزءا من محاولة للإطلاق فى المستقبل باتجاه منشآت إسرائيلية حيوية، على حد قولهم.
فيما أوضحت يديعوت أحرونوت أن الجيش فضل الحفاظ على الهدوء وضبط النفس وعدم اتخاذ أية إجراءات رداً على الحادثة، وذلك على ضوء الانتخابات الرئاسية الجارية فى مصر، مشيرة إلى أن عملية الإطلاق تختلف عن المرات السابقة من حيث أماكن الاستهداف.
وأشارت يديعوت إلى أن الجيش الإسرائيلى تحدث أكثر من مرة خلال العام الماضى عن زيادة ملموسة فى انتشار الأعمال المعادية لإسرائيل من شبه جزيرة سيناء والتى مصدرها الرسمى قطاع غزة، ولكن فى الوقت نفسه اعترف الجيش أن المعلومات الاستخبارية التى تمتلكها إسرائيل فى هذا الشأن ضعيفة جداً.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسئول إسرائيلى رفيع فى قيادة الجنوب التابعة للجيش الإسرائيلى، قوله: "إنه فقط وقبل ثلاثة شهور وأثناء التصعيد الأخير نقلت آلاف الصواريخ من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء وهذه الصواريخ بالتأكيد لن تبقى بدون إطلاق".
وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى: "أن غياب المعلومات الاستخبارية تمكن التنظيمات الإرهابية من جعل سيناء ساحة تدريبات ومرر لتهريب الوسائل القتالية من شمال إفريقيا بالإضافة إلى جعلها منطقة يتحرك فيها الإرهاب بسهولة نسبياً".
وقال المصدر الإسرائيلى ليديعوت: "إن الصواريخ التى أطلقت فى السابق وسقطت فى إيلات، دفعت الجيش لنصب بطارية من نظام القبة الحديدية فى إيلات، كما سرعت فى عمليات ربط المدينة بشبكة الإنذار، كون تهديد عمليات الإطلاق يؤثر على قطاع السياحة فى المدينة".
وأوضحت يديعوت أن القلق الحاد لدى الجيش يتركز من قيام منظمات معادية لإسرائيل بضخ خلايا إلى شبه جزيرة سيناء، واستغلال المنطقة المهملة لإطلاق الصواريخ فيها مع علمهم بصعوبة رد الجيش على هذه التهديدات، ومستغلين وقوع المنطقة تحت السيادة المصرية، ومتجاوزين كل التجهيزات والإجراءات الأمنية التى أعدها الجيش من بناء جدار ومعوقات ونظم مراقبة ووسائل قتالية على الحدود مع مصر.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن عمليات التنسيق بين الجيش الإسرائيلى والقوات المصرية العاملة فى سيناء متواصلة وهى جيده جداً، فيما أوضح مسئولون إسرائيليون أنه لا يستبعد إمكانية قيام مقاتلين إسرائيليين بتنفيذ عمليات اشتباك مع خلية معادية فى سيناء.
مسئولون إسرائيليون يتهمون"الإخوان المسلمين" بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ على إيلات..وجلعاد ينفى: الكثير من العناصر المتطرفة ينشطون فى سيناء بدعم من إيران وحزب الله ونحقق لمعرفة من وراء إطلاق الصاروخين
الأحد، 17 يونيو 2012 11:53 ص