لا أعرف صاحب وصف مصر ببلد العجائب لكن ازداد يقينى بصحة هذا الوصف المعبّر عن مصر دولةً وشعباً طيلة سبعة عشر شهراً هى عمر ثورة 25 يناير وحتى اللحظة.
منذ اندلاع الثورة ونحن نعيش لوغاريتمات متباينة وأجواء من الحيرة والذهول وكأننا فى حلم يُراد لنا أن نعيشه كابوساً، دفعنا إلى ذلك سلوك المجلس العسكرى فى دفع البلاد إلى متاهات وأنفاق من السراب والأوهام تؤدى كلها إلى كفر الناس بالثورة ولعن الحرية وقذف التغيير بأقذع وأشنع الألفاظ، وذلك بمساعدة بعض القوى والشخصيات السياسية.
فى كل تجارب العالم تندلع الثورات لتحكم بشرعيتها وبرموزها أما فى مصر يحكمنا العسكر باسم الثورة وتحول الشعار الشهير "الجيش والشعب أيد واحدة " إلى أن" الجيش (أقصد المجلس العسكرى) والشعب يدان لا يلتقيان".
فى كل تجارب الدنيا هناك دستور يحكم أما فى مصر ارتضينا أن نُحكم بالإعلان الدستورى.
فى كل تجارب العالم المتحضرلا يوجد ما يُسمى بوثيقة المبادئ فوق الدستورية للدكتور على السلمى ثم الإعلان الدستورى المكمل إلا فى مصر بلد العجائب بهدف واحد وهو محاصرة التيار الإسلامى.
فى كل تجارب العالم الحر يتم الاحتكام إلى نتيجة الصندوق الانتخابى حتى لو جاءت بغير هوانا إلا فى مصر بلد العجائب يتم التشكيك والطعن فى إرادة الشعب القاصر لأنه اختار جهلاً التيار الإسلامى، وفى المقابل تتم المتاجرة بالثورة وأن شرعية الميدان تعلو شرعية البرلمان وتتعالى أصوات سب وقذف المجلس العسكرى والبرلمان من أبواق برلمانية وهذا من باب الشرعية الثورية والبكاء على دماء الشهداء بعيون التماسيح.
فى كل بلاد العالم عندما يأتى الصندوق ببرلمان شعبى نزيه تُعطى له الفرصة كاملةً ليحقق الآمال المرجوة منه، أما فى مصر ومعها بعض البلدان الإسلامية الأخرى يتم الانقلاب عليه بحكم قانونى لأنه برلمان لأغلبية إسلامية، ويطنطن الإعلام الفلولى على ربابة التكويش والاستحواذ المزعوم ذلك أنه لو جاءت تلك الصناديق بغير الإسلاميين ما تركوا الفرصة لأى حديث عن التوافق وما تحدثوا عن التكويش والاستحواذ وتلك مصطلحات لا توجد سوى فى قاموس الليبراليين واليساريين والقوميين حتى وصل الأمر إلى أن يطلب الفاشل فى السباق الرئاسى أن ينسحب له الناجح، كل ذلك لأننا فى بلد العجائب.
فى كل بلاد العالم يُحترم القانون ويسرى على الجميع حاكماً كان أم محكوماً، أما فى مصر بلد العجائب يُطبق القانون على الفقراء ويتم تفصيل قوانين لعلية القوم وأصحاب الحظوة والسلطة والسطوة والمال.
فى كل بلاد الدنيا هناك متسلقون وتجار للشعارات، أما فى مصر فقد طفحت طبقة على سطح الثورة من المتنطعين والأفّاقين والمنافقين والمرجفين الذين تاجروا ولا يزالون بأهداف ثورة 25 يناير وشهدائها وهم كانوا أبعد ما يكون عن فكرة الثورة لأنهم ببساطة كانوا بوقاً لنظام مبارك وجهاز أمن الدولة فى عهد حبيب العادلى ومن سبقه.
فى كل بلاد الدنيا هناك من يؤيد مرشحاً وهناك من يعارض صراحةً وهناك من يقاطع، أما فى مصر بلد العجائب من يرفع شعار "مبطلون" لا هذا ولا ذاك والغريب بمنطقٍ ثورى سخيف.
فى كل بلاد العالم هناك فاعل مجهول يتم الكشف عنه وإلقاء القبض عليه، أما فى مصر فيوجد الطرف الثالث أو اللهو الخفى والغريب أن هذا الطرف الثالث أو اللهو الخفى هو نفسه الحاكم أو القائم بأعماله، كل ذلك وأكثر لأننا نعيش فى مصر بلد العجائب.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
قيد الحهل و لجام البطش و بردعة الفقر
عدد الردود 0
بواسطة:
منى
افيقوا من غفوتكم
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو ربيع
iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii no comment