البدوى عبد العظيم البدوى يكتب: كلينتون وجمهورية " بكام" ؟؟

الأحد، 17 يونيو 2012 09:33 ص
البدوى عبد العظيم البدوى يكتب: كلينتون وجمهورية " بكام" ؟؟ هيلارى كلينتون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن تصريحات هيلارى كلينتون بأنهم أخطأوا فى حساباتهم وظنوا أن فى مصر ثورة ولكن اتضح أنها مجرد حركة إصلاحية صادمة للثوار فى مصر فقط بل أيضاً صادمة لكل من ظن أن الولايات المتحدة قد راجعت أخطأها الحقيقية التى ارتكبتها فى حق مصر والمصريين فى علاقاتها وتحالفها بحسنى مبارك، تلك الأخطاء التى كانت سببا رئيسياً فى معاناة المصريين طوال عقود مضت، مارس خلالها نظام مبارك صنوف الاستبداد والقهر ضد شعبه متكئ على الدعم الأمريكى لنظامه الذى لم يكن يرى الشعب المصرى سوى على أنه "صفر" فى معادلة تلك العلاقة.

وبعد أن قامت الثورة حاولت الإدارة الأمريكية أن تقف إلى جوار حليفها الأهم فى المنطقة طوال أيام الثورة إلى أن شعرت أن الأمور ستخرج عن سيطرتها وستهدد مصالحها، فسارعت بالضغط عليه ليتنحى عن السلطة فى حركة تكتيكية قد تبدوا عودة إلى الحق واعتراف بأحقية الشعوب فى تقرير مصيرها، وسرعان ما حاولت تلك الإدارة بجد أن تعيد قراءة المشهد السياسى المصرى لتحلل ما يمكن أن تسفر عنه الأمور أو تستقر عليه الأحوال مدعية أنها تقف مع الثورة والثوار السلميين، وفور أن تبين لها أن المشروع القادم فى مصر هو مشروع وطنى بكل المقاييس يحاول استرداد مقومات القوة والنهضة فى مصر كحضارة وكقوة ومشروع، فلم يكن هناك من شك فى أن عليها أن تعدل من موقفها السابق الداعم للتغيير والمعترف بحق الشعب فى مصر ولتعييد بذلك تكرار نفس الإستراتيجية القديمة فى تعاملها مع الدولة المصرية والتى ليس مصرحاً لها بالقرار المستقل أو النهوض فضلا عن النهضة ولتعيد تكرار نفس الأخطاء القديمة مصرة على عدم الاعتراف بما ارتكبته فى حق مصر المصريين.
جمهورية بكام .... ؟
جمهورية بكام هو التعبير أو الإستراتيجية الذى ارتأت أنه الأدق والذى اعتمدته الإدارة الأمريكية للنظام المصرى السابق كأسلوب للتفكير وبالتالى كأسلوب للتعامل على موائد الحوار والتفاوض بين الإدارة الأمريكية والنظام المصرى السابق، ليكون السؤال الأهم الذى محل تفاوض بين الطرفين ليس هو ما مقدار المصالح التى ستعود على مصر، حيث لا مشكلة فى أى قرار أو أى موقف يتخذه النظام المصرى بل السؤال الأهم والأبسط والوحيد هو" بــــكــــــام ؟ أو كـــم ستدفعون لنا مقابل هذا الموقف الذى تريدوننا أن نتخذه ؟" ليصبح بذلك من يحكم مصر ليس أكثر من سمسار فقط، وبالطبع لن تكون من تحصل على المقابل هى مصر، بل هم أشخاص محددون فى رأس السلطة فى النظام السابق" والذى لا زال بعض أذنابه يحكمون فى مصر".

أيها السادة إن من أفسد الحياة السياسية فى مصر لم يكن سوى تلك الإدارات الأمريكية المتعاقبة والتى اعتمدت على أن تجعل من ساستنا مجرد لصوص أو سماسرة يقفون أمامها مكسورى الأعين ذليلى النفس يمدون أيديهم إلى أسيادهم " المانحين" للمعونات نعم المعونات التى لم يكن يستفيد منها سوى هؤلاء فقط وهذا هو سبب استمرار أمريكا فى دفع تلك المعونات طوال تلك السنوات الطويلة، ليس لكى تقوم بالنهوض باقتصادنا القومى والذى ازداد تراجعاً، وليس من أجل تسليح جيشنا الذى ازدادت الفجوة بينه وبين جيوش المنطقة ومن ثم احتفظت إسرائيل بالتفوق العسكرى على الجميع، بل أن تلك المعونات كانت تستعمل فى رشوة النظام السابق نعم رشوة وفقاً لتعريفها فى القانون المصرى ولكن بلا أدلة يمكن إثباتها لأنها علاقات دولية ؟؟؟!!

أيها السادة أن سمسرة السلاح، وعمولات المواقف السياسية وإفساد الساسة والقيادات المصريين هى السبب فيما تعانيه ثورتنا هذه الأيام، أيها السادة إن تصريحات كلينتون لا يجب قرأتها منفردة عن الأحكام السياسية ولا أقول القضائية الأخيرة التى أعادت مصر إلى ما قبل الثورة والتى وصفها البعض وبحق بأنها انقلاباً كامل الأركان.

أيها السادة، أيها الثوار، أبناء بلادى لم يعد أوضح من أننا جميعاً فى خندق واحد كمصريين يملكون مشروعاً وطينياً واحداً هو نهضة مصر من كبوتها وإن اختلفت التوجهات، وإن اختلفت الأيديولوجيات، وإن اختلفت الانتماءات، لقد سقطت الأقنعة ولم يعد لنا كوطنيين حقيقيين إلا أن نتحد ونتسامى فوق الاختلافات التى لا معنى لها فى تلك المرحلة لا معنى لتلك المرحلة ولا شعار إلا أن نكون جميعاً يداً واحدة، يداً واحدة ضد أعداء الثورة فى الداخل والخارج ضد من خطط وضد من نفذ لإجهاض تلك الثورة والذى أصبح معروفاً لنا جميعاً من يكون، فمن يكون ..... ؟ وهل عرفناه ....؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة