لا شك أن الإعلان عن تأسيس حزب الدستور قد لاقى قبولا كبيرا من الآلاف الذين ظلوا يبحثون عن حزب قوى قادر على إعادة التوازن للحياة الحزبية بعد السيطرة الكبيرة للأحزاب الإسلامية على الشارع السياسى والذى ظهر جلياً فى اكتساحهم للانتخابات البرلمانية وفشل كل الأحزاب سواء القديمة أو التى ظهرت بعد الثورة فى تحقيق هذا التوازن. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن وجود الدكتور البرادعى على رأس هذا الحزب كانت أهم الأسباب التى دفعت البعض للانضمام للحزب، والذى أعلن منذ اللحظة الأولى أنه يريد تكوين حزب يجمع كل الحركات والائتلافات والاتحادات فى كيان واحد، ولكن يبدو أن هذه الرغبة الصادقة تواجهها العديد من الصعاب والكثير من العوامل التى قد تعصف بهذا الحزب الوليد وتؤدى إلى انهياره سريعا وضياع هدفه النبيل ومن هذه العوامل:
* أن الحزب يضم من بين مؤسسسيه وقياداته أصحاب أفكار واتجاهات سياسية متباينة منهم اليسارى والليبرالى والوسطى والعلمانى وبالتالى لن يكوم هناك انسجام وتوحد سواء فى التوجه السياسى للحزب أو فى مواقف الحزب تجاه القضايا المختلفة التى تواجه الوطن.
* أن الحزب يدور فى فلك الدكتور البرادعى حتى أن العديدين يسمونه حزب البرادعى (رغم اعتراضه هو على ذلك) ولا شك أن شخصنة الأحزاب وارتباطها بشخص واحد من أكبر الأفات التى تساهم فى هدم أى حزب، فلا قدر الله لو غابت هذه القيادة أو انسحبت من الحزب لأى سبب تبدأ الانشقاقات والاختلافات ولدينا العديد من الأمثلة الواقعية فى الحياة الحزبية فى مصر على ذلك.
* إن الحركات والائتلافات التى قررت الانضمام للحزب ومنها حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وحملة دعم البرادعى وغيرهم يوجد بينهم اختلاف وصراع وتراشق خاصة فى المحافظات، وكل فصيل منهم يعتقد أنه الأحق بقيادة الحزب فى المحافظة لارتباطهم بمؤسس الحزب أو بإحدى القيادات الكبيرة بالحزب.
* أن الحزب بدأ فى جمع توكيلات التأسيس دون أن يحدد توجهه وخطه السياسى ودون أن يحدد ملامح برنامج الحزب والذى على أساسه يكون اقتناع الأعضاء بالحزب والانضمام إليه، وهذا أكبر دليل على أن من ينضمون للحزب الآن تابعين لأشخاص وقيادات وليس لفكر واقتناع ببرنامج مما دفع البعض للتريس قبل الانضمام للحزب.
هذه هى بعض التخوفات التى يُخشى منها على هذا الحزب الوليد والذى يضم قيادات كبيرة ويعول عليه الكثيرون ليكون حزباً حقيقياً وفاعلا فهل يمكن تداركها.
محمد جرامون يكتب: صعوبات تواجه حزب الدستور فهل يتغلب عليها؟
السبت، 16 يونيو 2012 05:06 م