د. رضا عبد السلام

لست إخوانياً ولا سلفياً.. ولكنى لن أصوت لشفيق!!

السبت، 16 يونيو 2012 01:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن من يتابع تحركات وحشد بقايا نظام مبارك، وتحديداً بقايا الحزب الوطنى البائد، ممن امتهنوا نهب مصر وشعبها، لا يجد أمامه من خيار سوى: إما العزوف عن التصويت أو التصويت لمرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسى. فلا يمكن لمصرى يعشق مصر ويؤمن بالثورة العظيمة أن ينكر حقيقة ما يجرى الآن فى كل ربع من ربوعها، حيث عملية إحياء نظام قامت الثورة للقضاء عليه. فالكثير ممن تسمنوا وانتفخوا فى عهد مبارك وجدوا فى شفيق قطارهم أو مركبهم الأخير الذى سيقلهم مرة أخرى إلى الحياة، ولهذا فإن الحديث عن الثورة المضادة لا يخلو من أرضية قوية تدعمه!

لا أختلف معك عزيزى القارئ فى أن هناك الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات التى تحيط بالدكتور مرسى أو بالجماعة التى لم تقدم نفسها بالصورة التى توقعها الكثير من أبناء مصر الذين صوتوا لهم فى انتخابات البرلمان.

كما تعلم عزيزى القارئ موقفى من تيارات الإسلام السياسى منذ قيام الثورة، ومقالاتى على صفحات هذه الجريدة هى خير دليل. فكنت أتمنى ألا يزج بالإسلام ولا برجال الدين فى معترك وعالم مظلم وهو عالم السياسية، وها نحن نجنى حصاد هذا الزج من تصرفات صبيانية لهذا أو ذاك!!

ولكن نحن الآن أمام لحظة فارقة فى تاريخ مصر، فالسيد شفيق يهدد ويتوعد قبل أن يجلس على كرسى الرئاسة، فما بالنا إذا ما جلس واستقر عليه؟! كما أن مجموعة المحيطين به والمروجين له، أغلبهم عليهم الكثير من علامات الاستفهام مِن قِبَل الشرفاء من أبناء هذا الوطن. كما أنه أدى أداءً باهتاً خلال الأسابيع التى تولى فيها رئاسة الوزارة، وفى عهده أفسدت وطمست أدلة الاتهام بحق مبارك ورجاله، وهربت المليارات وضاعت على هذا الشعب المنكوب، كما أن الوزارة التى يتحاكمون بنجاحه فيها هى وزارة ثانوية، ولا ترقى إلى مرتبة الوزارة فى أغلب دول العالم، كما أن اتفاقاته فيها لإنشاء المطار كلفت الدولة المليارات، ولم يستفد منها سوى حفنة من الشركات أجنبية ورجال أعمال مبارك، على حساب شركات وطنية عانت شبح البطالة والإفلاس!!

وفى المقابل، أمامنا مرشح مؤسسة ومنظمة وهى جماعة الإخوان المسلمين، وقد حاربت هذه الجماعة على مدى عقود للوصول إلى كرسى الحكم، وها هى تقدم برنامجاً طموحاً للنهوض بمصر، وشاركت مشاركة فاعلة فى إنقاذ الثورة رغم قدومها المتأخر، ولكن أن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى، وعلينا ألا ننكر أنه لولا دعم شباب الإخوان لتعثرت رحلة الثورة، وبالفعل أراد الله لثورتنا القضاء على رأس النظام.

أتفق معك عزيزى القارئ على أننا أمام خيارين فى غاية الصعوبة والمرارة. فالإخوان بأدائهم الضعيف والمخيف خلال الأشهر الماضية (وبسبب كبير بفعل التيار السلفى غير المحنك) قد يدعوك للتردد فى اختيار مرشحهم، كما أن مخاوفك من جمعهم لكافة السلطات (شأن الحزب الوطنى البائد) يدعو إلى الريبة والخوف الشديد. ولكن أليس من واجبنا أن نقف إلى جوار من ساندوا ثورتنا ونكون لهم أيضاً بالمرصاد. فإن حادوا عن الطريق قومناهم وخلعناهم كما خلعنا فرعون؟! أم نتعجل ونأتى بشخص يتوعد ويهدد بتحويل البلاد إلى ثكنة عسكرية، وكأنه كُتِب على هذا الشعب الاستعباد والاسترقاق إلى أبد الآبدين؟!!

أرجو ألا تعتقد أننى بهذا المقال أحاول توجيه الناس لاختيار مرشح بعينه، ولكنى وأنا أكتب هذا المقال أضع نصب عينى مصر التى نسيناها جميعاً، وثورتنا الجميلة التى حلمنا معها بمصر جديدة تماماً!! فمصر هى الحاضر الغائب فى كل تلك الأحداث، ونسأل الله السلامة والسلام.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة