قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إنه لا يهم كثيرا الفائز فى الانتخابات الرئاسية فى مصر، والتى تجرى جولة الإعادة لها اليوم وغدا، مشيرة إلى أن اندلاع انتفاضة أكثر دموية أمر لا مفر منه.
وترى المجلة أنه على الرغم من أن الثورة أطاحت بمبارك العام الماضى، فلا يزال السباق السياسى فى مصر الآن بين جنرالات الجيش وقادة وأئمة المساجد، فى إشارة إلى الإخوان المسلمين، وكلاهما،كما تقول المجلة الأمريكية، يريد السيطرة على الجماهير، على 85 مليون مصرى، والانتخابات الأخيرة تسلط الضوء على المعادلة التالية: إنه مهما كان الأمر محبطا إلا أن تتويج 18 شهرا من الاحتجاج تتطلب دعم مرشح الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة.
وتضيف فورين بوليسى " سواء فاز الجيش أو المسجد فى جولة الإعادة، فإن الإصلاحيين وأنصارهم فى جميع أنحاء العالم سيكونون فى حاجة إلى الأخذ فى الاعتبارات بعض السيناريوهات على قدر متساو من الأهمية. الأول هو قراءة كتاب كارين برينتون "تشريح الثورة، وهو دراسة نشرت عام 1938 تنظر فى تاريخ الثورات المهمة وتحدد العوامل التى تؤثر عليها وتحاول استقراء بعض قواعد الانتقال السياسى".
ووفقا لهذا الكتاب المهم، فإنه ليس من المهم من الذى سيصبح رئيس مصر القادم. فكل من مرسى وشفيق أشباح للماضى ويدوران حول بعضهما البعض، وجزء لا يتجزأ من النظام القديم الذين حددهم وعمل على استمرارهم لعقود. وبالطبع يزعم الرجل القادم من الجيش أو القادم من المسجد أنه البطل الحقيقى للثورة. لكن الحقيقية أن كليهما ليس كذلك.
وتتابع المجلة قائلة إنه لو فاز ممثل الإخوان أو ممثل الجيش فإن كليهما يخاطران بفقدان قبضتهما على السلطة السياسية. وكليهما سيكون بالتأكيد ضحية للتحول السياسى الحقيقى، ويتتم الإطاحة بهما بمجريات الأحداث. وهناك مؤشرات حالية الآن على حدوث ذلك، ومرسى وشفيق يعرفان ذلك بشكل لا يثير الدهشة، فالإخوان غيروا موقفهم من التردد فى دعم الثورة إلى المشاركة الحماسية فى العملية الديمقراطية. والمسجد الآن ينظر إليه باعتباره ملتزما بتغيير النظام..
من ناحية أخرى، فإنه فى المستقبل القريب وأيا كان الرئيس القادم، فإن التحدى الاقتصادى الذى سيواجهه سيكون ملحا. كما أن العلاقة بين الرئاسة والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لم تحدد بعد.. ويبدو أنه من المحتمل للغاية أن ثورة مصر من أجل إحداث تغيير سياسى حقيقى ستكون فى حاجة إلى التهام المسجد والجيش إلى حد ما، وإعادة التوزيع الحقيقى للسلطة السياسية سيتطلب ثورة درامية من هذه النظم الراسخة.
وكما حذر المنظِّر السياسى جين شارب عام 1993، فإنه لا يعتقد أن تعريف الطغاة أمر سهل فى أى مكان. وكل أشكال النضال لديها مضاعفات وثمن، وسقوط نظام واحد لا يحقق اليوتيوبيا. وهذه الخسائر فى مصر لا تشمل فقط المئات من المتظاهرين الذين سقطوا شهداء فى الشوارع، ولكن أيضا تدمير النظم التى كانت تحابى قطاعات محددة من الشعب المصرى وقدمت الأساس لنظامه السياسى. ومن المنظور الذى طرحته برنتون فى كتابها، فإن مصر اجتازت المرحلة الأولى، وهى انهيار النظام القديم وبدأت المرحلة الثانية والتى تجسدت فى حكومة مؤقتة معتدلة غير فعالة فشلت فى تحقيق تغيير سياسى كافى. وقد أدى فشل المعتدلين إلى المرحلة الثالثة وهو تفكك العملية الانتقالية مما أدى إلى ارتباك سياسى واسع وصدامات كبيرة وبدايات العنف الذى تحول إلى فوضى، والمرحلة الرابعة تتمثل فى فترة التطهير الجذرى، المرعبة للطغيان الذى لا هوادة فيه. وهذه المرحلة بدورها تؤدى إلى المرحلة الخامسة حيث تحرق القيادة المتطرفة نفسها بنفسها ويحل بدلها منها حكومة ممثلة طويلة الأمد.
وفى ضوء ما سبق، تقول فورين بوليسى إن نتيجة الثورة المصرية لن تكون متسامحة. وسيتم تقرير مصيرها فى الشوارع مثلما كان هو الحال بالنسبة لكل الثوارات. والثورة المصرية لا تقترب من نهايتها، ولكنها فى بدايتها.
موضوعات متعلقة ..
◄قاضٍ بالوراق يطلب من الأمن إزالة دعاية انتخابية لمرشحى الرئاسة
◄مركز إعلامى بالقوات المسلحة لمتابعة تغطية الصحف ووكالات الأنباء للانتخابات
◄اكتشاف "الورقة الدوارة" فى لجنة بالموسكى
◄مشاجرة بين أنصار مرسى وشفيق بسبب الدعاية أمام لجنة بالقاهرة الجديدة
◄حملة "مرسى" تخاطب "العليا" بعد كشف تصويت "مجند" بالإسكندرية
◄استياء بعض الناخبين لعدم تطابق لجانهم مع بيانات الخدمة الإلكترونية على الإنترنت
◄الجيش يوزع منشورات تحث المواطنين على المشاركة فى الانتخابات
◄الشرطة تزيل الدعاية الانتخابية لـ"شفيق" بالحوامدية
◄عمليات القضاة: 12 قاضيا اعتذروا عن الإشراف على الانتخابات
◄الجيش يدفع بسيارات "العمليات النفسية" لحث المواطنين على التصويت
◄الجماعة الإسلامية تجدد دعمها لمرسى.. وترفض مقاطعة الانتخابات
◄الجبهة السلفية تدعو للحشد بعد الانتهاء من التصويت لحماية الفرز
◄القراء: الإخوان والعسكرى هما المتسببان فى عودة مصر للنقطة "صفر"
◄اليوم.. الإعادة بين شفيق ومرسى على صفيح ساخن القوات المسلحة تؤمن الانتخابات بـ400 ألف جندى فى 13 ألف لجنة وتحذر من الخروج على الشرعية
◄الشعب يحسم مصيره بين شفيق ومرسى وسط تأمين 400 ألف جندى ورقابة دولية
◄ غرفة عمليات مركزية بالحكومة لمتابعة جولة الإعادة.. و"الجنزورى" يتلقى تقارير ساعة بساعة.. عطية: احتياطات أمنية غير مسبوقة.. ومصدر مسئول: سيناريو "العباسية" جاهز فى حال عدم تقبل نتائج الصندوق
◄ منظمات المجتمع المدنى تحشد مراقبيها لمتابعة الانتخابات الرئاسية.. وتوقعات بعدم إقبال المواطنين على المشاركة.. "التحالف المصرى" و"حرة نزيهة" و"كارتر للسلام" فى مقدمة المراقبين
◄ المحافظات تضع اللمسات الأخيرة لجولة الإعادة.. قوات التأمين تسلمت المدارس.. والقضاة يصلون إلى اللجان الحدودية بالطائرات.. وخط ساخن بين مديرى الأمن ورؤساء اللجان الفرعية لإجهاض محاولات الخروج عن النص
◄ أجهزة سيادية و400 ألف مجند لتأمين الانتخابات واعتذار 30 قاضيا
◄2 مليون و914 ألف ناخب بالغربية يتوجهون للإدلاء بأصواتهم
◄ ضابط و5 مجندين لتأمين كل لجنة انتخابية بالغربية
◄ "البعثة المصرية": مستمرون فى مراقبة الجولة الثانية من سباق الرئاسة
فورين بوليسى تتوقع انتفاضة دموية لا مفر منها فى مصر
السبت، 16 يونيو 2012 02:42 م
جانب من تصويت المصرين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن ابو بكر
سيبونا في حالنا
عدد الردود 0
بواسطة:
بسام احمد..حضرموت ..اليمن
ولايتي العسكر والفقيه