قال الناقد الدكتور صلاح فضل، عضو المجلس الاستشارى، إنه على من أسهم فى خطيئة عثرات الفترة السابقة من الخبراء الدستوريين الذين استعان بهم المجلس العسكرى فى وضع الإعلان الدستورى الأول الملىء بالثغرات، فغلبوا نزعتهم الدينية، وسمحوا بتسلط تيار حزبى على بقية أطياف الشعب المصرى، فقادونا إلى إهدار عام ونصف من المرحلة الانتقالية، أن يدركوا أخطاءهم ويكفوا عن الدفاع عنها، ويتواضعوا قليلاً ويعترفوا بأخطائهم، بدلاً من الإصرار على أن كلامهم الحق، فالتجربة التاريخية أتثبت الدستور أولاً، وأن تجربة مصر خلال عام ونصف هى الباطل.
وقال صلاح فضل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه أيًا كان من ستفرزه صناديق الانتخابات الشفافة والمعقمة والبريئة، فعلينا أن نتقبل ونستحضر دائمًا أنه ظفر بثقة الأغلبية، ولأننا نتدرب على ثقافة الديمقراطية، فلا بد أن نؤكد أن مناصرة الحرية لا تتجلى فى قبولك لمن تؤيده، وإنما تبدو فى أوضح أشكالها لقبولك من تخالفه، ما دام هذا هو رأى الأكثرية، فقبول الآخر خلق علينا أن نتمرس به، ونتجرعه ولو على كره.
وقال "فضل" أهيب بشباب ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة أن يكونوا أكثر نضجًا وأشد وعيًا من أن ينجرفوا فى حركات عنيفة لو كانت النتيجة على غير هواهم، فادخروا حماسكم لمعارضة المواقف لا الأشخاص فأيًّا ما كان الرئيس المختار، فعلينا أن نراقبه بيقظة شديدة حتى لا نسمح لأحدهما أن يعيد سيرة النظام الفاسد القديم، ولا للثانى أن يجرنا إلى دولة دينية متخلفة، نقبل بأى منهما، ونرقب أعماله، وقراراته، حتى تظل شعلة الثورة متقدة وأهدافها العليا مرفوعة، همنا الآن أن نفرغ من الجمعية التأسيسية للدستور بتوازن لا تغلبه الأحزاب ولا يتنازعه الجهلة، الذين يرفعون شعارات مكذوبة، وإنما يقيمه ساسة مصر الكبار، وعلماؤها ومثقفوها، وبوضع الدستور أولاً نكون قد صحننا مسارنا بعد الثورة، وانطلقنا لاستكمال التحول الديمقراطى.
