حالة من الغضب والاستياء الشديد سادت عدداً من المثقفين والأدباء حينما قرأوا تصريحات العديد من المثقفين ممن رأوا أن الدعوة لمقاطعة الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بين كلا المرشحين، الفريق أحمد شفيق، المحسوب على نظام المخلوع مبارك، والدكتور محمد مرسى، المرشح عن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أو إبطال الأصوات، أمر لا فائدة له، وقاموا بممارسة حقهم فى الاختيار بين هذين المرشحين، ومنحوا أصواتهم لمن يرون أنه يمكن لثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، أن تستكمل مسيرتها وتحقق أهدافها، ولذا فاختاروا من يمثل النظام السابق، الذى استطاعت الثورة أن تسقط رأسه، إيمانًا منهم بأن مرشح جماعة الإخوان المسلمين أو التيارات الدينية بشكلٍ عام، لن يمكن للشعب بصفةٍ عامة أو الثورة بخاصة أن تعارضه وتسقطه، وذلك هذه الجماعات تتحدث وكأنها مفوضة باسم الله.
الشاعر والمترجم رفعت سلاَّم، أكد لـ"اليوم السابع"، أنه لم ولن يذهب إلى هذه الانتخابات، إيمانًا منه بأنه ليس مجبرًا على الاختيار بين نظام مبارك الفاسد الذى قامت الثورة ضده، وبين نظام المرشد الظلامى، الذى يمارس الإرهاب والتكفير قبل أن يصلوا إلى السلطة، فما بالك لو وصلوا إليها، فماذا سيفعلون بالشعب المصرى؟.
وأضاف سلام، وإذا كان تاريخ شفيق معروفًا للجميع، فإن "الإخوان" أيضًا تاريخهم القديم معروفٌ لمن يريد، وقد مارسوا الإرهاب الدينى الطائفى الظلامى علينا خلال الشهور القليلة الماضية، وخاصةً خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إلى حد أن يبشرنا أنصارهم بالخلافة التى سنكون فيها مجرد ولاية، تابعة للعاصمة القدس، وآخر يعتبر انتخاب مرسى جهادًا فى سبيل الله، مستقبل مظلم مع كلا المرشحين، ولم تقم الثورة من أجل أن يصل الإخوان إلى الرئاسة على دماء شهداء محمد محمود، ومجلس الوزراء، وماسبيرو، ولا من أجل أن يصل بطل موقعة الجمل، إلى كرسى الرئاسة، ملطخًا بدماء الشهداء وضحايا الثورة.
أما عن المثقفون ممن أيدوا شفيق، فأوضح سلَّام أن الكثيرون منهم كانوا من أنصار النظام السابق، ولم نسمع منهم صوتًا معارضًا ذات مرة، وكانوا يتصدرون الموائد والاحتفالات الرسمية طول الوقت، والآن يحاولون أن يوهمونا بدورٍ ثورى وهمى لم يره أحد، فهنيئًا لهم بالنظام الجديد الذى لن يختلف كثيرًا عما سبق، وهؤلاء فئة معروفة كانوا ناصرين عند صعودهم، ثم التحقوا بنظام السادات، ثم تمسحوا فى نظام مبارك، غلى أن فاجأتهم الثورة فقفزوا كالفئران من السفينة الغارقة، إنهم يعرفون جيدًا من أن تؤكل الكتف، وكيف يستفيدون من النظام، وهى ظاهرة على أية حال موجودة فى كافة المجتمعات الثقافية، وعلينا ألا ننخدع بشعاراتهم الجاهزة التبريرية دائما للحلاق بالسيد الجديد.
وقال الكاتب باسم شرف، كان من الطبيعى أن يرشح يوسف القعيد وجابر عصفور أحمد شفيق لأنه أحد رجال النظام وظل يختبئ وراء الشعارات الثورية، ولكنه يتمنى إلا يتبدل النظام القديم الذى عاش به أكثر مما عاش وسط مكتبته الخاصة، (أنا أعرف الواحد لما بيكبر بيتوب عن كل الغلط اللى عمله وهو صغير، لكن الجيل ده متعملش حاجة من صنع إبراهيم وإبراهيم أصلان).
وأضاف شرف النخبة التى كانت نتيجة لنظام عسكرى كونه عبد الناصر والسادات لكى يحافظ على بقائه سوف تنتهى للأبد والجيل الجديد يعرف الكبار الذين عانوا لكونهم أحراراً، وسيظل موقف صنع إبراهيم وهو يقف على المسرح ويرفض جائزة مبارك الفاشى، فالفن يعلمنا أن نكون على يسار السلطة حتى تستقيم الحياة لكن من يلعب مع النظام عليه أن يتحملنا ويتحمل لساننا الزالف، الذى سيسجل مواقفهم للتاريخ، حتى يعلم أن للوطن روح أخرى تعيش تحافظ عليها من العفن العسكرى.
وقال الكاتب سعد القرش، أنا حائر بين المقاطعة وإبطال الصوت: فى الجولة الأولى منحت صوتى لخالد على باعتباره أبرز ممثلى الثورة، ومستحيل الآن أن أصوت للإخوان، فليت مرسى كان يعبر عن حزب سياسى أو له موقف، لو جاء أبو الفتوح لكان صوتى له بدون تفكير فى التصويت لأى رمز من الماضى (ولو عمرو موسى) ولكن الرجل مسكين تورط فيما لا يعنيه، وصدق عليه قول المحامى الإخوانى صبحى صالح "لو رشح الإخوان كلبًا ميتًا فسوف يفوز"، ولو كان لدى الرجل وعى سياسى أو دراية بطبيعة المرحلة لرفض الترشح أصلاً، لأن الذى رشحه ليس حزبًا سياسيًا وإنما مجلس شورى جماعة لم تضبط يومًا بممارسة الدعوة إلى الله، دعوة المسلمين إلى الإسلام!!، حتى أولادى حين رأونى متكاسلاً عن الذهاب لإبطال الصوت قالوا لى "اذهب وقل لا لشفيق ولا للشاطر أنت تتعامل مع الشاطر لا مع مرسى الغلبان".
وأضاف، وجاء حكم المحكمة الدستورية فاعترض عليه مثقفون وثوريون وسياسيون وقانونيون إلا الإخوان الذين قبلوه وأصروا على الاستمرار فى اللعبة الانتخابية السخيفة، وكانت أمامهم فرصة أخيرة ونهائية، ربما للانضمام إلى معسكر الثورة والانسحاب وترك شفيق عاريًا يلعب مع نفسه هو ومن يمثلهم (العسكر والفلول) ولكن الإخوان ـ الإخوان لا حزب الحرية والعدالة ـ رفضوا الانسحاب، رفضوا سحب مرسى العياط فلم يفكر فى الانسحاب لأنه "مرسى مأمور"، والغريب أن "مرسى" حين يسأل عن رد الفعل إذا فاز شفيق يرفض التعليق، وكأنه يتوعد الدولة، ويقبل النتيجة لو جاءت به.
وقال القرش يتحمل الإخوان كل ما بلغناه من ترد، وإضاعة سنة ونصف من عمر مصر، مضروبًا فى عدد العاملين فى الدولة، وخسارة اقتصادية، فقط لأنهم انشغلوا بجمع غنائم غزوة أحد غير واعين أن عمرا يمكر بهم ويستخدمهم وسوف يلتف حول الجبل ويلقيهم من فوقه، هذه هى النهاية الطبيعية للشراهة السياسية وبيع الثورة قبل خلع مبارك والجلوس للتفاوض مع قاتل، وبعد الثورة استخدمهم العسكر فى معارك الاستفتاء وراهن على صمتهم فى جرائم ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ولم يقولوا كلمة فى حق الشهداء بل اتهموا الثوار بالعمالة. وهذه هى النتيجة أن نجد شخصًا منبوذًا ومضروبًا بالأحذية رئيسًا، لنصبح أضحوكة: نعيد رجلاً ثرنا عليه!!
وأوضح "القرش" أنه لا يلوم من يصوت لـ"شفيق" الذى يضمن تحقيق شعار "الثورة مستمرة" ففى اليوم التالي يمكن التظاهر لخلعه، ولكن فوزه أيضا مخاطرة فالعسكر والبوليس معه، وربما تكون سلسلة إهاناته دعوة للانتقام ولكن الرهان على الشعب لا يخيب، موضحًا أن الكارثة التى نحن على أبوابها يتحمل اليسار جزءًا منها، فلم تفلح المناشدات لمرشحى اليسار الأربعة (حمدين صباحى، وخالد على، وأبو العز الحريرى، وهشام البسطويسى) فى أن يتفقوا على شخص يمثل الثورة نظرًا لتقارب برامجهم. وكان مشهد الخاسرين غريبًا فى مطالبتهم لمرسى بالتنازل!! والرجل مثلهم رفض فى عناد لأنهم لا يقلون عنه استعلاء وعنادًا وعدم وفاء للثورة وشهدائها.
موضوعات متعلقة..
"أبو سعدة": الإبطال أو المقاطعة ليست حلاً واخترت من سأقطع رأسه
"القعيد": المقاطعة والإبطال عبث والفاشية العسكرية أرحم من الدينية
"عصفور": سأدلى بصوتى ولن أختار من يكفرنى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
رسالة الى الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
نهج الاخوان المسلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
على
يسقط حكم المرشد
عدد الردود 0
بواسطة:
رضا محمد عليوة
ان شاء الله الثورة هتكسب مع مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
سميــــــــــــــــــــــــــر الخـــــــــــــــــــــــــــــــــولي
ببســـــــــــــــــــــــــــــاطة
عدد الردود 0
بواسطة:
العلم
الا لمن يكفرنا
عدد الردود 0
بواسطة:
انور وجدى
بهدوء