هناء المداح تكتب: موسم خسارة أعز الناس!!

الجمعة، 15 يونيو 2012 11:04 ص
هناء المداح تكتب: موسم خسارة أعز الناس!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرًا لأننا جيل لم يتعلم معظمه قيمة أدب الاختلاف والتحلى بالموضوعية واحترام آراء الآخرين حتى أن كانت مختلفة معنا وفيها من السوء والضرر ما فيها، ولأننا أيضاً نفتقد فن الإنصات والقدرة على الإقناع بالحسنى ويتعامل الكثيرون منا مع من ليس معهم فهم ضدهم، حوّلنا موسم أول انتخابات رئاسية حرة – حتى الآن- من عُرس ديمقراطى مهيب لفت أنظار العالم كله إلى موسم للتشرذم وتمزق العلاقات وخسارة أعز الناس من أصدقاء وأحباب وأقارب... إلخ!!

فلم تكن عملية الانتخابات الرئاسية مقصورة فقط على الفرز والانتقاء بين المرشحين بل كانت أيضاً وللأسف الشديد عملية للفرز بين الأصدقاء والأهل والجيران، حيث طالعتنا بعض الصحف منذ أيام بأخبار مؤسفة تؤكد هذا الأمر وكان من بينها: زوجة تطلب الخُلع من زوجها بسبب خلافهما على مرشحى انتخابات الرئاسة، فضلاً عن قيام زوج بتطليق زوجته لأنها ترفض انتخاب الفريق أحمد شفيق الذى يؤيده!، إلى جانب وقوع بعض حالات الطلاق الأخرى بسبب تباين وجهات نظر هؤلاء الأزواج حول مرشحى الرئاسة وتوجهاتهم!!

ليس ذلك فحسب، فالكثيرون من الشباب فقدوا أصدقاءهم على إثر هذه الانتخابات لتشبث كل واحد منهم برأيه والتأكيد والإصرار على أنه الأصح ومن دونه مخطئ، هؤلاء الشباب الذين كانت توحدهم ضغوط وآلام ومصائب النظام الملعون السابق كما وحدتهم ثورة 25 يناير المجيدة وما تبعها من أحداث أغلبها موجعة، وكأن الانتخابات الرئاسية التى طالما تمنيناها بمثابة الشيطان الذى جاء ليفرق بين المرء وزوجه وبين المرء وصاحبه!!

فبعد أن كانت مواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها "فيس بوك وتويتر" مواطن لِلَم الشمل وتوحيد الصفوف أصبحت الآن أداة للفِرقة وتمزيق الأواصر وتبادل الاتهامات والسب والقذف بين الناخبين!!

حقيقة الأمر.. كان لمرشحى الرئاسة والقائمين على حملاتهم الانتخابية دورا كبيرا فى زيادة الاحتقان والتناحر بين أفراد الشعب، حيث كان يعمل كل منهم بكامل استطاعته على كسر منافسيه وتشويههم وكَيل الاتهامات لهم، متبعاً فى ذلك سياسة " لا تعايرنى ولا أعايرك.. واللى بيته من زجاج مايحدفش الناس بالطوب، ولو كنت ناسى أفكرك"!!. مقدمين لنا صورة سيئة لطبيعة وفكرة الرئيس المحتمل الذى لابد أن يجيد التعامل بحكمة مع خصومه قبل مؤيديه!

كان أيضاً لإعلام الفلول المشبوه وغير المحايد دور فى تلميع بعض المرشحين وترجيح كفتهم على حساب مرشحين آخرين، الأمر الذى أدى إلى إحداث لغط ولَبس لدى الكثير من الناخبين خاصة البسطاء الذين وقع معظمهم فريسة سهلة لهم، وصدقوا أكاذيبهم وافتراءاتهم كما وقع البعض الآخر فى حيرة فآثروا السلامة وامتنعوا عن الانتخاب مطلقاً غير عابئين بخطورة سلبيتهم على سير العملية الانتخابية!

هذا الإعلام المشبوه الذى ينفذ أجندات خاصة ذات مآرب حقيرة وخسيسة تهدف فى المقام الأول إلى الحفاظ على مصالح الممولين الحقيقيين له وليس "الدوبليرز" الذين رضوا أن يكونوا فى الصدارة مقابل حفنة من الأموال والحصول على بعض المكاسب الدنيوية الزائلة ووافقوا على أن يكونوا جسرًا لانتهاك بكارة مصر على مرأى ومسمع من العالم كله والإتيان بها حية أو ميِّتة وتقديمها هدية لأسيادهم وأولياء نعمتهم!!

اللهم احفظ مصر معشوقة كل الشرفاء من كل سوء وقِها شر أولاد الحرام فى الداخل والخارج.. قولوا آمين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة