مروة خليل محمد تكتب: حكم مصر بين التوريث نسبا والتوريث فكرا

الجمعة، 15 يونيو 2012 12:23 ص
 مروة خليل محمد تكتب: حكم مصر بين التوريث نسبا والتوريث فكرا شفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحد أهم الأسباب التى أدت إلى اندلاع الثورة كان مشروع التوريث، الذى بدأ الإعداد له أواخر التسعينات وكُتبت آخر فصوله بنتائج انتخابات البرلمان 2010. لم يكن رفض التوريث مقتصرا فقط على رفض فكرة أن تكون مصر الدولة والتاريخ والشعب مجرد تركة يخلفها الأب لابنه، ولا أن يكون حكمها ميراثا يرثه الابن مباشرة من أبيه و لكن كان الرفض لفكرة أن انتقال الحكم من الأب إلى الابن يشكل خطرا كونه يعد امتدادا لاستبداد الأب و تكريسا لسياساته و تدعيما لأركان نظامه.

عندما قام الشعب المصرى بثورته لم يكن يخطر بباله انه انتفض وثار ليقضى على التوريث كى يتم ظهور نوع أخر من التوريث وهو التوريث فكرا وليس نسبا، فعندما صرح السيد أحمد شفيق مفاخرا بأن مبارك مثله الأعلى فان ذلك من شأنه أن يقودنا إلى تخيل ماذا يمكن أن تمثله هذه العبارة فعندما يتخذ المرء مثلا أعلى فذلك يقتضى السير على دربه، التشبع بأفكاره، التحلى بصفاته إلى الدرجة التى تجعله يرى بعينى مثله الأعلى ويتكلم بلسانه.
لم يكن أحد يتصور أنه بعد إسقاط رأس النظام سيتم وضع رأس جديد يموج بفكر وأساليب ورؤى ونهج سالفه الذى يُعد مثلا أعلى والمتابع لتصريحات السيد أحمد شفيق وأحاديثه يجد أنه يضرب المثل ببراعة فى انتمائه لأفكاره التى استقاها من مثله الأعلى فكأنه عندما يتحدث يعيد خطاب مبارك بنفس سماته و خصائصه فنجد خطاب السيد شفيق يسوده التهكم و التسفيه من كل أراء و تصريحات من نافسه أو عارضه و دائما ما نراه يردد مستعليا ماذا يعرف هذا؟ و ما خبرة ذاك؟ و ما تأثير أو حجم أولئك؟ كما انه لا يفوته أن يستخدم سلاحا طالما استخدمه معلمه و هو التخويف من أمور عديدة و يبقى هو الضامن الوحيد الذى يحول بين المصريين و بين ما يتهددهم من مخاطر و مهالك لا قِبل لهم بها إضافة إلى ذلك لم يغب عن خطاب السيد شفيق أيضا لهجة التهديد و الوعيد التى يوجهها مقدما لكل من يفكر فى الخروج عليه أو انتقاده مشيرا فى ذلك الشأن إلى "بروفة العباسية" على حد وصفه لما حدث فى فض اعتصام العباسية.

وللأسف يمكننى القول بأن التمهيد و الإعداد لخوض شفيق سباق الرئاسة تمهيدا للفوز بكرسى الرئاسة ما كان ليتم لو بقيت قوى الثورة متحدة و حافظ الميدان على قوته و تأثيره لكن المؤسف أن من اتحد بالأمس لإسقاط النظام قد تفرق اليوم لإعادة إنتاجه و أتخيل لو أن حكم هذا البلد قد آل من مبارك لابنه لم يكن ليختلف كثيرا لو انه انتقل إلى شفيق بل بالعكس سيمثل السيد احمد شفيق الاتجاه المحافظ على تراث النظام و ما يزخر به من تحف الاستبداد و آثار الاستعباد فهو ينتمى سنا و فكرا لمدرسة مبارك التى نهل من علومها ما يؤهله الآن لكى يكون هو على رأس النظام فأتباع الفكر والمنهج اشد حرصا وأكثر إخلاصا من ورثته نسبا.







مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

سالم مرسى

بصراحه كلما كان هجومك اكثر على الفريق كلما كان دعم له نشكرك على حسن تعاونكم

عدد الردود 0

بواسطة:

صـفـوت صـالـح الـكـاشف / الـقــــــاهـرة

//////////// إلى أين نحن سائرون ؟؟ ////////////

عدد الردود 0

بواسطة:

نشأت النادي

نفس المدرسة

عدد الردود 0

بواسطة:

رحابية وأفتخر

نعم لشفيق وجمال

عدد الردود 0

بواسطة:

منياوى

الى رحابية وافتخر

انتى بتتكلمى جد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ولد الفرطوس

الزمن انتهى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة