أكد الكاتب والمستشار القانونى السعودى أسامة سعيد القحطانى أن وصول الفريق أحمد شفيق إلى كرسى الرئاسة سيعنى استمرار الاضطرابات وعدم الاستقرار فى البلاد، موضحا أن الكثيرين لن يقبلوا به حتى لو كان صادق النية بسبب أنه محسوب على النظام السابق.
وقال القحطانى فى مقاله بصحيفة "الوطن السعودية"، إن شفيق لو أمعن النظر وقدر المصلحة العليا لمصر، لانسحب من بداية السباق، وأعطى صوته لمن اختاره مناسبا، خاصة وأن الكثير يُشكّك فى نيّته لمحاربة الفساد والمفسدين، وفى جديّته فى بناء الدولة التعددية والديمقراطية الحديثة.
وأرجع الكاتب السعودى صعود الفريق شفيق لجولة الإعادة بسبب الأداء السيئ للإخوان والسلفيين فى البرلمان، حيث يؤمن الكثير أنه لم يكن وصولهم بناء على الكفاءة والقدرة بل على مجرد الانتماء والتدين الظاهر فقط، بالإضافة إلى أن هناك أسبابا كثيرة تجمعت وجعلت الكثير يُصوت لشفيق - ومن بينها وقوف فلول النظام السابق مع شفيق كونه أفضل خيار لهم.
وتابع، إن تصويت مجموعة كبيرة من الناس لأحد المحسوبين على النظام السابق يشير بوضوح إلى هدف الكثير من المشاركين فى الثورة، للبحث عن لقمة العيش، خاصة فى بلد يتمتع بنسب ربما هى من ضمن الأعلى عالميا فى الأميّة والبطالة، وهو الأمر الذى تجاهله بعض الإسلاميين وأكسبهم غرورا بأن الناس سيصوتون لهم على أى حال.
وفيم يتعلق أيضا بأسباب خسارة الإخوان لنصف الأصوات التى حصلوا عليها فى انتخابات مجلس الشعب قال القحطانى: "أعتقد أن سوء أداء المرشح الرئاسى السلفى حازم أبو إسماعيل ومماحكته الفاشلة ومتابعة قيادات الحزب لتصرفاته وحشدهم للغوغاء للتجمع والفوضى كان له دور كبير فى انخفاض شعبية الإسلاميين عموما.
كما انتقد تصريحا للمرشد السابق للإخوان مهدى عاكف، وهو يتهم الإعلام المصرى بأنه وقف مع شفيق ضد مرشحهم، وقال ربما يكون فى هذا شىء من الصحة، ولكنه نسى أن يُبرر كيفية الفوز الكاسح الذى حصلوا عليه فى انتخابات البرلمان، فهل كان الإعلام مع غيرهم أيضا؟ هذا الأسلوب فى التنكّر للمسؤولية والمصداقية يفقدهم الكثير، بدلا من تحمّلهم المسؤولية واعترافهم بارتكابهم لأخطاء وأنهم سيسعون لتصحيحها.
وتوقع فى حال وصول شفيق للرئاسة أن تنشأ العديد من المشاكل والصراعات، التى قد تفضى فى نهاية المطاف إلى انتخابات مبكرة مرة أخرى، بالإضافة إلى محاولات فلول النظام السابق والطبقة الفاسدة فى البلد التى قال عنها إنها لن تألو جهدا فى إجهاض العلمية الديمقراطية وإفشالها.
وعن رؤيته للمجلس العسكرى وسط هذا الزخم السياسى، قال الكاتب والقانونى السعودى أسامة سعيد القحطاني: "إننا نرى الجيش لا يزال يمسك بزمام الأمور، ولا يبدو متحمسا لمبادئ الثورة، كما أنه يرمى بين فترة وأخرى بالونات اختبار للرأى العام، فمرة سمعنا بوضع استثناءات لميزانية الجيش، ومرة نسمع باستثناءات فى تغيير قياداته، وغير ذلك، وفى المقابل، نجد الأحزاب السياسية ضعيفة وقليلة الخبرة، كما أن تنظيمها وهيكلتها لا تزال عشوائية وهزيلة، ولا أعتقد أنه يمكن توقّع أمر استثنائى ينهض بالبلد خلال العقد القادم إلا أن يشاء الله.
كاتب سعودى: وصول شفيق للرئاسة معناه استمرار الاضطرابات
الجمعة، 15 يونيو 2012 04:42 م