عفوا.. مرسى وشفيق

دعنى استشرف المستقبل بواقعية دون انتماءات.. ولاحسابات إلا أمن مصر.. لابد من التوافق الإلزامى بين الجميع من المرشحين للرئاسة.. على شفيق أن يكف عن إطلاق التهديدات (عمال على بطال) للإسلامين مما ينبئ بكارثة فى حالة نجاحة فى الانتخابات، لأن جماعة الإخوان المسلمين ستضطر إلى إعلان الكفاح المسلح للدفاع عن نفسها من مستقبل غامض يذكرها بعهود النظام السابق التى امتلأت فيها المعتقلات بخيرة شباب جماعة الإخوان ولفظ مئات الإسلاميين أنفاسهم الأخيرة متأثرين بالتعذيب فى السجون.

وحتى نقضى على هذا السيناريو الدامى فى حالة نجاح شفيق فعلى المجلس العسكرى والإسلاميين أن يجتمعوا ولو سرا لإعلان ميثاق شرف يحمل تطمينات للإسلاميين بالإبقاء على الأوضاع البرلمانية الحالية وعدم الردة عن الديموقراطية، وعلى شفيق أن يغير لهجته حرصا على أمن وسلامة البلاد.

وإذا انتقلنا إلى السيناريو الثانى والذى يخيف الأقباط ومؤيدى شفيق وكذلك بعض رجال الأعمال الذين ينتمون إلى النظام السابق فعلى الدكتور محمد مرسى أن يرسل رسائل طمأنة فى حالة نجاحة، وأن يجتمع ولو سرا بهؤلاء مؤكدا على على عدم تصفية أيه حسابات مع أى طرف كان يناهض مرسى.. ويجب أن تكون هذه اللقاءات بمباركة المجلس العسكرى وأنا أرى أن دوره الآن هو الأهم، لأنه سيرسم مستقبل مصر لأن السيناريو اللاحق للانتخابات هو الأكثر خطورة لأن أى اضطربات ستعنى أنهيار البلاد إلى الأبد ودخولنا فى دوامة لا نهاية لها.

وبحكم اتصالاتى بجميع الأطراف المشاركة فى هذا السيناريو أتخيل أن الجميع على استعداد للتوافق لضمان قبول نتيجة الانتخابات مهما كانت.. ولايفارقنى التفاؤل لأكثر من سبب ..لأننى اخالف الجميع الذين يرون أن نجاح الدكتور محمد مرسى سيعنى انتقال تجربة ايران إلى مصر وهى تجربة دامية.. فالمناخ فى مصر مهيئ إلى التجربة التركية التى رسمها حزب النهضة هو إخوانى النزعة.. سيكون الحكم له مسحة ومرجعية إسلامية فى ثوب مدنى حضارى يستوعب الجميع، وهذا بالفعل ما تخطط له جماعة الإخوان المسلمين.

وفى حالة شفيق فلن يعاد إنتاج لنظام السابق ولكننا سنكون أقرب إلى التجربة الرومانية التى نجحت الثورة رغم تولى نائب الديكتاتور تشاو سيسكو الحكم بانتخابات حرة لدورتين وتم نقل السلطة إلى أحزاب أخرى وانتقلت رومانيا إلى مصاف الدول العظمى وفى مصر الشعب مهيأ لحكم ديموقراطى جديد حتى لو كان الحاكم رئيس وزراء مبارك.