على خليل

دعوة للاتساق مع الذات الثورية

الجمعة، 15 يونيو 2012 12:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرى أن مشكلتنا كمصريين منذ بدء ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى الآن هى عدم الاتساق مع الذات، فالثورى لا يتسق مع ذاته كثورى ولا يعترف بأخطائه ولا يعمل على تصحيحها، وكذلك الإخوانى والليبرالى والعلمانى، بالإضافة إلى الإعلام بشتى أنواعه، الذى نسى مواثيق شرفه، فتتغير المواقف حسب المصالح الشخصية، ومصلحة الوطن كثيراً ما تأتى فى المؤخرة، والأولوية للحسابات الشخصية.. الاتساق مع الذات طريقنا للسعادة وراحة الضمير وإعلاء مصلحة الوطن.. وهذه دعوة للاتساق مع الذات الثورية.

الثوار العنصر الرئيسى فى الثورة المصرية كانت لهم أخطاء كثيرة وفادحة، وأكبر الأخطاء التى وقع فيها الثوار هو ترك الشوارع والميادين فور تنحى مبارك، ونقل السلطة للمجلس العسكرى، الذى هو أصلاً من اختيار وصنع مبارك وجزء لا يتجزأ من نظامه على مدار سنوات طويلة، ومع مرور الوقت تأكد الثوار من حقيقة العسكر، وقبل الشعب بأنصاف الحلول وأرباعها.. وأخطأ الثوار أيضاً بالإفراط فى الاعتصام بالتحرير، وغلق مداخل ومخارج الميدان مع كل اعتصام، وأخطأوا فى التمسك بالرأى لدرجة الاستبداد فى كثير من الأحيان، وعدم تقبل الآراء المخالفة، بدعوى أنها ضد الثورة وصادرة عن الـ"فلول".

وكذلك أخطأ الثوار بالخروج عن سلميتهم فى وقائع عدة، مثل جمعة تصحيح مسار الثورة واعتصام 8 يوليو، واعتصام نوفمبر الذى أصر المشاركون فيه على قطع شارع مجلس الشعب ومنع د. كمال الجنزورى، رئيس الوزراء، من دخول مبنى الحكومة.. وأخطأوا عندما وسعوا دائرة الفلول حتى صارت تضم من خالفهم الرأى.

أما أخطاء الإخوان التى تدل على عدم اتساقهم مع ذاتهم فكثيرة وتتمثل فى تصريحاتهم التى دائما ما يأتون بنقيضها، فأكدوا أنهم لن يستحوذوا على أغلبية البرلمان ثم فعلوا.. وأنهم لن يرشحوا رئيساً للجمهورية ثم دفعوا بالشاطر ومن ورائه مرسى.. وأكدوا أنهم فى الميدان مع الثوار ثم انسحبوا فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء.. ثم يتركون دورهم الدعوى ومكافحة الفوضى والبلطجة والمخدرات وينشغلون بالسياسة.. والسؤال الأهم لماذا فضلت الجماعة دورها السياسى على دورها الدعوى؟.. وأين الاتساق مع الذات.. وكيف يسمح بعض أفرادها لأنفسهم بالكذب والتربح على حساب الغير والمتاجرة بالدين؟.

أما عن الليبراليين فظلت خطاباتهم نخبوية طوال الوقت، انشغلوا بالظهور فى الفضائيات والدخول فى معارك وهمية، ونسوا الشارع وأبناءه، تاركين المجال لقوى أخرى استغلت غياب الحزب الوطنى السابق وقوى الأمن والحكومة لتحل محل كل هؤلاء، وأفرطوا فى أحلامهم غير الواقعية.. وأكبر خطأ أراه للقوى الليبرالية هو ذاك الموقف الذى يدعون إليه بمقاطعة الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة والوقوف على الحياد.

الاتساق مع الذات يستدعينا جميعاً للوقوف فى صف الثورة.. يستدعينا جميعاً كثوار أن نعترف بأخطائنا حينما انقسمت قوتنا بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح واليسارى الناصرى حمدين صباحى، مما جعلنا فى هذا المأزق التاريخى وهذا القسم التى لا تصب فى صالح.. الاتساق مع الذات يوجب علينا جميعاً أن نقف بجوار الدكتور محمد مرسى، لأن الفريق أحمد شفيق لم يحسب على الثورة يوماً ما ولن يحسب إلا على النظام السابق، الذى ثورنا لإسقاطه.

الاتساق مع الذات يستدعى أن يراجع الليبراليون موقفهم من المقاطعة ويدعمون خيار الثورة الوحيدة الذى أمامنا الآن وهو مرسى، الاتساق مع الذات يوجب علينا أن نعترف بأخطائنا ونتحمل نتائجها وأن ندافع عن ثورتنا لآخر لحظة وآخر نفس وآخر إنسان فينا وآخر قطرة دم من دمائنا.. الاتساق مع الذات يستوجب علينا تقبل الإخوان بأخطائهم لأنهم فصيل محسوب على الثورة وإن أخطأوا كثيراً وإن كانت لهم مطامع سلطوية.

الاتساق مع الذات أن ندافع عن الدماء الطاهرة التى أريقت قبل الثورة وأثناءها وبعدها والتى ستراق فيما بعد.. الاتساق مع الذات هو استبعاد شفيق من الانتخابات من خلال الصندوق.. من خلال الانتخابات الحرة.. من خلال إرادة الشعب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة