د. حمدى الصاوى أحمد يكتب: ما الحقيقة!

تطالعنا وسائل الإعلام المصرية كل يوم بما يشير إلى وجود خلاف بين الإخوان والمجلس العسكرى وفى ذات الوقت تطالعنا وسائل الإعلام العالمية بما يؤكد وجود حوارات بين الطرفين، مما جعلنا فى حيص بيص أى الإعلاميين نصدق المصرى باعتباره الزوج أم الأجنبى باعتباره الأكثر وقوفا على الحقيقة من خلال مصادره النافذة إلى مواضع تسريبات الحقائق، فإذا ما سلمنا بما يقوله الزوج فما أسباب الخلاف بين حلفاء الأمس القريب الذين أدخلانا فى النفق المظلم الذى نمر به الآن، وهل هذا أوانه وقد قاربنا على لحظة تفرق الخالات، فما أحوجنا الآن، لأن يكتم كل منا غيظه إلى أن ندفن الجثة ثم نبدأ الصراع على التركة التى لو علم عاقل مدى ما هى مثقلة به لتنازل عن نصيبه فيها بنفس راضية، أما إذا كان الزوج آخر من يعلم وصدق الآخر، بمعنى أن هذا الخلاف المعلن والمتمثل فى التراشق المتبادل ليس بحقيقى وإنما هو مجرد ساتر من النيران لتغطية عملية إسقاط مظلى خلف خطوط العدو (الشعب).

لتنفيذ مخطط اختيار رئيس متفق عليه يتحقق من خلاله مآرب الطرفين ويرضى عنه الأطراف المعنية الخارجية الأخرى، تجنبا لمجىء رئيس وطنى مخلص يعبر عن إرادة الشعب الحقيقية غير المزورة كما فى النظام السابق أو المزيفة التى أسفرت عن المؤسسات التى تم انتخابها حتى الآن، وبالتالى يتقون شر رئيس الشعب ومحاسبتة للنظام السابق ومحاسبة من هم على قيد الحياة والتصدى للنفوذ الأجنبى المقزز فى شئون مصر طوال العقود الماضية والذى يضغط حاليا لخنقنا اقصاديا لاستمراره، وهذا ما يأباه الشعب حتى ولو أكلنا الرمل والحمد لله أن الرمل لدينا كثير.

وإذا ما ثبت أن ما يقوله الآخر صحيح فهذه كارثة بكل المقاييس لأن ذلك يعنى أن مسلسل الاستخفاف بالشعب مازال مستمرا وأن نظرية (خليهم يتسلوا)، ما زالت هى الحاكمة لمصر، وأن الثورة هى مجرد فقاقيع فى الهواء وأن دم الشهداء ما هو إلا دم ضحايا حادث قطار جديد.
والخلاصة: أنه إذا ما صح ما يقوله الإعلام المصرى فنقول للطرفين هذا عيب ومايصحش ومش وقته خالص، أما صدق الإعلام الآخر فنقول لهم ويلكم جميعا من الشعب. وأفيدونا يرحمكم الله..