بعد أكثر من ربع قرن على رحيل المخرج شادى عبدالسلام، ورغم أنه ليس من نجوم السينما الذين يعرفهم الشارع المصرى والجمهور البسيط، إلا أن أعماله لا تزال حاضرة بقوة ومثار حديث الوسط السينمائى، سواء فى مصر أو العالم، وهو الأمر الذى دفع إدارة مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة لاختيار فيلمه "الطريق إلى الله" لكى يعرض فى حفل افتتاح المهرجان يوم 23 يونيو الجارى، وذلك رغم أن القدر لم يمهل المخرج الفرصة لإكماله، وتقوم حاليا إدارة المهرجان باستكمال الفيلم، حيث أسندت تلك المهمة إلى خبير المونتاج د.مجدى عبدالرحمن الذى تكفل بإكمال الفيلم، وبذل مجهوداً كبيراً من أجل تنفيذ ذلك، وسوف يتم وضع اسمه على الفيلم تقديراً لجهده الكبير فى ذلك الأمر.
وعرض الفيلم فى افتتاح المهرجان يعد فرصة كبيرة، لكى يشاهد الجمهور العادى وصناع السينما من مختلف دول العالم فيلم شادى عبدالسلام، ويتعرفوا على إبداع مختلف له، خصوصا أنه يتردد أن فيلم الافتتاح من المحتمل إعادة عرضه مرة أخرى للجمهور العادى، من أجل إتاحة الفرصة لجمهور أكثر لمشاهدته.
ويأتى اهتمام إدارة المهرجان بعرض الفيلم للحضور القوى لعبدالسلام على مدار السنوات الماضية بالعديد من المهرجانات السينمائية العالمية، أبرزها مهرجان كان السينمائى، والتى حرصت على مدار دورتى 2010 و 2009 على عرض أفلام شادى عبدالسلام، حيث حرصت فى دورة عام 2009 على عرض النسخة الجديدة من فيلمه الشهير "المومياء"، فى إطار برنامج "كلاسيكيات كان"، بتشجيع من رئيس شرف البرنامج المخرج العالمى مارتين سكور سيزى، والذى يتولى مسئولية إنقاذ التراث السينمائى فى العديد من دول العالم من خلال مؤسسة السينما العالمية، التى تضم فى عضويتها العديد من صناع السينما بمختلف دول العالم، وكان للخبير المصرى العالمى مجدى عبدالرحمن دور كبير فى إعادة ترميم النسخة الجديدة، حيث كتب التقرير الفنى عن حالة الفيلم إلى مؤسسة سكورسيزى.
وعرضت أيضا إدارة المهرجان فى العام التالى "شكاوى الفلاح الفصيح" وهو فيلم روائى قصير من إخراج شادى السلام، كما أن فيلم المومياء سبق أن عرض فى مهرجان فينسيا عام ١٩٧٠، ونال إشادة نقدية كبيرة بعد عرضه، بل إن الاهتمام بشادى عبدالسلام وبأعماله القليلة كمخرج جعله واحداً من ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما فى العالم من رابطة النقاد الدولية فى فينا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة