هاجم عدد من أنصار الدكتور محمد مرسى، المرشح لرئاسة الجمهورية عن حزب الحرية والعدالة، والرافضين للدكتور أحمد شفيق المرشح المستقل، اليوم خلال خطبة الجمعة، وبعدها بمسجد الاستقامة، الدكتور محمد مختار عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وذلك بعدما طالب الخطيب المصريين جميعا بتقبل نتائج انتخابات الرئاسة أيا كان الفائز لأنه اختيار الله للشعب المصرى الذى يجب علينا احترامه، والعمل بجد لبناء مصر التى بدأت الإصلاح ولن تعود مرة أخرى للوراء.
وسادت حالة من الغضب داخل ساحة المسجد من قبل المصلين الرافضين لخطبة الخطيب حتى وصل الأمر إلى الدعاء بالانتقام منه، لعدم إعلانه صراحة دعمه الصريح وتأييده للدكتور محمد مرسى وتطبيق الشريعة الإسلامية، خاصة بعدما أكد الخطيب أنه سيقف ويضع يده فى يد الرئيس القادم أيا كان هو إذا حكم بالعدل، وحقق مطالب وأهداف الثورة، وهو ما رآه الغاضبون بأن الفريق أحمد شفيق لن يستطيع تحقيق مطالب الثورة، ولن يستطيع الحكم بالعدل، فكيف يقبل الخطيب أن يضع يده فى يده.
جاء ذلك بعدما خصص الخطيب الدكتور محمد مختار الجزء الثانى من خطبته عن انتخابات الرئاسة، والتى تناولها فى 3 نقاط رئيسية، أولها تأكيده على ضرورة مشاركة الخمسين مليون مصرى بالخروج غدا للتصويت فى الانتخابات، تطبيقا لمبدأ الإيجابية، ورفض السلبية والمقاطعة، كما أنه واجب شرعى ووطنى، أما النقطة الثانية فطالب أن تكون العملية الانتخابية نزيهة وشفافة كما حدث فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى والجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، بعد أن أكد ثقته الكاملة فى القضاء المصرى بأنه محايد وعدل، وليس واقفا مع طرف على حساب الآخر، أما النقطة الثالثة وهى التى أشعلت غضب المصلين هى ضرورة أن نتقبل نتائج الانتخابات أيا كان الفائز، موضحا أن الأمل معقود على هذه الأمة لتحقيق التقدم والرخاء فى حال قيام كل مواطن فى مكانه بأداء ما عليه فى جميع الوظائف والسلطات والمناطق، وفى هذه الحالة سيكون الرئيس جزءاً من الشعب لخدمته، أما إذا جاء الرئيس وبحث كل مواطن عن مصلحته الشخصية بغض النظر عن مصلحة الوطن فنحن بذلك سنصنع دكتاتورا جديدا.
وأكد الخطيب أنه إذا خرج الـ50 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم، وتمت الانتخابات بشكل نزيه، فعلى الجميع أن يتقبل الرئيس القادم الذى يخرجه الصندوق، وعليهم أن يعلموا جميعا أن الرئيس القادم هو رئيس اختاره وولاه الله علينا، موضحا أنه إذا رأى الرئيس القادم أيا كان هو حقق مطالب الثورة وأهدافها من العدالة والمساواة والحرية، فإننى أعلن لكم أيا كان الحاكم فسأضع يدى بيده.
وفى نهاية الخطبة دعا الخطيب مرشحى الرئاسة أن يخلصا النية لله وللوطن وأن يردا المظالم، وقبل أن يختم الخطيب خطبته وينزل من أعلى المنبر، اعترض أحد أنصار الدكتور محمد مرسى، مطالبا الخطيب أن يعلن صراحة تأييده ودعمه لتطبيق الشريعة الإسلامية والدكتور محمد مرسى، وهو ما جعل الخطيب ينزل من أعلى المنبر سريعا، ليقيم الصلاة، بعد تبادل حالة الشد والجذب بين المعترض والغاضب، فيما نصح الخطيب المصلين بضرورة احترام قدسية المسجد.
أنصار مرسى ينتقدون خطيب الاستقامة لدعوته قبول الرئيس المقبل لأنه "اختيار الله"
الجمعة، 15 يونيو 2012 02:18 م