قال الناقد الدكتور صلاح فضل، تعليقًا على حكم المحكمة الدستورية العليا اليوم، الخميس، بقبول الطعون المقدمة ضد مجلس الشعب، ليتم بذلك حل ثلث مقاعد المجلس، وبعدم دستورية قانون العزل، أن مصر ذات التقاليد العريقة استردت بهذا الحكم كثيرًا من كفاءتها التشريعية وصححت مسارها السياسى.
وأوضح "فضل" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن مجلس الشعب الذى جاء على جناح الثورة سرعان ما تنكر لمبادئها ورفض التوافق الوطنى، وأصر على جر البلاد نحو نفقٍ مظلم بتأسيس دولة دينية تعادى الحريات وتناهض التقدم وتغلب الفهم الحرفى الضيق لتطبيق الشريعة على الوعى الحضارى المستنير الذى أنضجته مصر فى القرنين الأخيرين، حتى وصل الأمر بهذا المجلس برمته إلى أن يحاول فى تشريعات متعجلة ومبتسرة إلغاء مرجعية الأزهر الدينية، وضرب مكاسب المرأة فى الصميم، فى قوانين الخلع والحضانة وتحريم الختان، وطمث الدور الرائد لمصر فى الفن والثقافة.
وتابع "فضل" حتى بلغت الصورة ذروة بشاعتها عندما أصر هذا المجلس منذ يومين فقط على أن يشكل جمعية تأسيسية لدستور تعتمد على المغالبة الحزبية وتضع نفسها فى كفة، وكل طوائف الشعب فى مصر ذات التوجه المدنى فى كفة أخرى، بل تضمن أغلبية عند التصويت، وتصر مثلاً على تنحية فقهاء مصر الكبار من عظماء رجال الدستور العربى والعالمى، مثل الدكتور أحمد كمال أو المجد، ويحيى الجمل، وثروت بدوى، لتضع مكانهم سيد عبد الحافظ الأراجوز الذى يتغنى بأن الديمقراطية حرام ورجز من عمل الشيطان لكى يشترك فى وضع دستور مصر، منحيًا جميع كتاب وأدباء ومثقفى مصر هذا الأفق الضيق الغبى لم يكن له أن ينتصر ووقع فى شر أعماله، لأنه تعجل السيطرة الكاملة، وصاغ قوانين غاشمة غير دستورية، ومع أنى شخصيًا لست مرتاحًا للبديل المطروح الآن للتيار الدينى فى الانتخابات الرئيسية، إلا أنه أهون الشرين، على الأقل لن يسمح بسيادة الفكر الفاشى الذى شرع بالفعل فى إقصاء غيره وأوشك أن يشوه صورة مصر وتاريخها، ويطمث معالم مستقبلها، اعتقد أن على الجميع الآن أن يراجع نفسه وعلى التيار الدينى مرة ثالثة أن يعيد حساباته لكى يقبل بالشراكة المتواضعة ويتنازل عن الاستحواذ المتعجرف الذى أقلق كل المصريين به.
ووجه "فضل" رسالة قصيرة للتيارات الدينية قال فيها: اسمعوا صوت الضمير وثوبوا إلى رشدكم وافهموا بعمق سماحة الإسلام ووسطيته وحافظوا على النموذج الحضارى للشعب المصرى.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد لطيف
أكثر الله من امثالك.............