من باب الإنصاف وإعطاء كل ذى حق حقه وعدم تخصيص العديد من الأزواج دون العديد من الزوجات أيضاً بصفة السلبية والتهاون والتقاعس فى أداء واجباتهم على أكمل وجه تجاه مَن يعولون، كان لزاماً على أن أفرِد مقالاً للحديث عن الزوجات والأمهات اللائى يعتبرن بسبب خصالهن وتصرفاتهن المعيبة أو ضعف قدراتهن الفكرية وقلة خبراتهن الحياتية خارج نطاق خدمة ورعاية واحتواء أزواجهن وأولادهن- وهُنَّ وللأسف الشديد كثيرات فى زماننا هذا-خاصة أن الزوجة أو الأم هى العنصر الرئيس والطرف الأهم فى بناء الأسرة وتشكيل وعى ووجدان الأبناء، فعندما يتلاشى هذا الدور ويضعف تأثيره وتصبح الزوجة والأم بلا وجود فلنقل على الأجيال القادمة السلام!..
هناك عدة أسباب أدت فى مجملها إلى ازدياد عدد هؤلاء الزوجات والأمهات ومن أهمها:
- تقصير الكثير من الأمهات والآباء فى تربية بناتهن إما بالتدليل الزائد الذى يجعل منهن نساء مستهترات وعديمات المسئولية فى المستقبل أو بتهميشهن والبعد عنهن مما يضطررن إلى البحث عن صديقات أو أصدقاء لسد ولملأ فراغهن والتخلص من الوحدة، الأمر الذى يدفع بعض ضعاف النفوس وميتى الضمائر والمشاعر إلى استغلال قسوة ظروفهن وقلة خبراتهن فيُنصِبون لهن الفخاخ ويكيدون لهن المكائد التى تزيد من معاناتهن وتوقعهن فى أزمات لا يعلم آخرها سوى الله.
- خروج العديد من النساء للعمل، إما لحاجتهن وحاجة أسرهن الشديدة للمال، أو لرغبتهن فى تحقيق وإثبات ذاتهن كما هو شائع بين أمهات الطبقة العليا "الأرستقراطية" حيث يعتمد الكثير منهن على خادمات لتنظيف البيت وطبخ الطعام إلى جانب الاستعانة بمربيات لرعاية وتربية الأطفال، حيث يؤدى ذلك إلى ضياع الأبناء فى أحيان كثيرة حسبما تطالعنا صفحات الحوادث، كما يتسبب ذلك فى تلقيهم ثقافات وأفكار وعادات غريبة تزيدهم بعداً عن أمهاتهم المشغولات معظم الوقت وغير المتفرغات لرعايتهم والاستماع إلى مشكلاتهم لإسداء النصائح أو المساهمة الفعلية فى حلها.
- فى حين تصغى الكثير منهن باهتمام شديد لزملائهن فى العمل رجالاً كانوا أو نساءً وتتفاعل معهم وتبوح بأسرارها ومشكلاتها بأدق التفاصيل مما يوقعها فى أخطاء وورطات يصعب حلها - إذا ما علم بها الزوج!!.
- سوء استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل: الهواتف النقالة والكمبيوتر والإنترنت والتليفزيون بقنواته الفضائية المتعددة والتى تنشغل بها العديد من الزوجات وتُضيِّع أمامها ساعات طوال دون جدوى!، مما يؤثر على أفراد أسرتها سلباً نتيجة الإهمال والتقصير، فما أكثر من يتحدثن فى الهواتف لفترات طويلة فى أمور أغلبها لا يغنى ولا يسمن من جوع خاصة مع كثرة عروض شركات المحمول المُغرية!، ومنهن من لها حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعى ولها أصدقاء من الجنسين بل ومنهن من أدمنَّ اللعب على الكمبيوتر ومشاهدة الأفلام والمسلسلات العربية والتركية من خلال التليفزيون!.
- زواج الفتيات المبكر الذى ما زال منتشراً فى أماكن عدة فى ريف وصعيد مصر رغم وجود قانون يحظر الزواج قبل الثامنة عشر لما فى ذلك من أخطار وأضرار جسيمة على صحة الفتيات وصحة من يُنجِبن، فليست كل مَن بلغت الحُلُم من الفتيات واختلف شكل جسدها وظهرت عليها ملامح الأنوثة تصلح للزواج بسرعة كما تتصور العديد من الأسر الرقيقة الحال والمحدودة الوعى والثقافة، لأن البُعد الفسيولوجى وحده لا يكفى لتقييم الفتاة والسماح لها بالزواج أو إجبارها على الزواج بحجة تخفيف العبء عن ولى الأمر المُثقَل بأعباء كثيرة وأبناء آخرين، والذى غالباً ما يسيء الاختيار ويُبلى ابنته بزوج غير مناسب وفيه من العيوب ما يجعلها تهرم وتشيب بسرعة رغم حداثة سنها، كأن يزوجها أو بالأحرى يبيعها مثلاً لثرى عربى يكبرها بعقود، يتعامل معها باعتبارها سلعة مدفوعة الثمن، يلفظها ويدوس عليها بحذاءه ويلقيها فى أقرب سلة مهملات تقابله عندما ينال غرضه منها، حيث يرى فيها الانكسار والضعف وقلة الحيلة بخلاف غالبية الفتيات والنساء العرب اللائى تزيدهن أموالهن قوة وتعالياً وغطرسة أحياناً!.
أسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا فى المرحلة المقبلة لما فيه الخير لمصر والمصريين ويُمكِّنهم من حسن اختيار المسؤولين خاصة فى مجالى الدعوة والإعلام لما يمكن أن يحدثاه من طفرة كبيرة فى البيوت المصرية فضلاً عن تصحيح بعض الأفكار المشوهة التى زادها النظام الملعون السابق تلويثاً وتشويهاً وعجز عن حل كافة المشكلات التى تخص المرأة رغم كثرة الهيئات والمجالس القومية المعنية بالمرأة والطفل ووجود وزارة للأسرة والسكان التى لم نسمع عنها خبراً يسر يوماً ما ولم تقدم شيئاً للأسرة المصرية قط، حيث تجاهلت همومها ومشكلاتها رغم الأموال والدعم الذى كانت تتلقاه سواء من الداخل أو الخارج ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
