سيدى الرئيس أعلم أنك واحد من اثنين كنت أتمنى ألا يكون أحدهما رئيسًا لوطنى.. فى مصر أعرق دول الدنيا وأجملها وأتعسها.. أتحدث إليك من البصراوى، وهى منطقة عشوائية يسكنها أفقر خلق الله على بعد خطوات من النيل فى أطراف منطقة إمبابة، يعيش فيها مجموعة من العمال المصريين، الذين يعملون باليومية، أما العاطلون فيسكنون المقاهى ولكل واحد كرسى مخصص له لا يمكن أن يحتله آخر.. الرجال يجلسون على المقهى فى انتظار أحد المارين الذين يطلبون عاملا لرفع الرمال والأسمنت للأدوار العليا.. والنساء تدعو فى البيوت أن يوفق الله رجالهن فى الحصول على عمل كى يرجعوا لهم بيومية يشترون منها الغذاء، الذى يكفى اليوم أما الغد فعلى الله، وعندما يأتى الغد سوف يأتى معه الفرج..
سيدى الرئيس عليك أن تتصدى للفقر فإنه مخيف يأكل كل شىء يحطم النفوس ويقضى على الأحلام.. والجوع كافر يا سيدى، أدعوك أن تجعل همك الفقراء فى وطننا، أجعلهم دوما أمام عينيك أدعمهم وراعيهم فهم صبروا كثيرا وعندما نفد الصبر خرجوا من بيوتهم فجعلوا حكامهم تحت أقدامهم، وسجنوا رئيسهم ومصاصى دمائهم واستبدلوا نظامًا كان يحتقرهم بنظام أنت على رأسه فكن معهم يكونون معك عونًا لك أما إن تجاهلتهم سيكونون شوكة فى ظهرك وعلقم فى حلقك وألم وصداع مزمن يؤرق حياتك حتى نهاية فترة الولاية.
سيدى الرئيس أقبل أن يكون وطنى متأخرًا فى البحث العلمى، لكن من غير المقبول أن يأكل المواطنون من صفائح القمامة فقبل أن تعتمد أى ميزانية عليك أن تفكر جيدًا فى أنك لو لم تقض على الفقر سيخرج الناس إلى الشوارع إعلانًا عن ثورة الجياع التى ستأكل الأخضر واليابس وتحاصرك فى قصر العروبة وتحاسبك على كل مليم أهدرته فى غير موضعه، عليك بعلاج الفقراء وتعليم أبنائهم وبناء مساكن تصلح للاستخدام الآدمى يعيشون فيها أعزاء بعدما قدموا أبناءهم شهداء لثورة جاءت بك حاكما ولولاهم ما كنت رئيسًا لدولة عظيمة عالية، ولكن قزمها السفهاء الذين حكموها دون أن يعرفوا قدرها.
سيدى الرئيس.. أنا لا أعرف اسمك ولكنى أتمنى أن تعرف أن مصر الثورة وجمهوريتنا الثانية تختلف كثيرا ولن تستطيع أن تغامر وتقامر وتخدع هذا الشعب فعليك ألا تقول غير ما ستفعله لأن الشعب سيحاسبك حسابًا عسيرًا فإذا كنت منا ومن ثورتنا فهذه فرصتك لدخول تاريخ أخضر يكتب اسمك فيه بحروف من زرع زرعناه على أرضنا الطيبة ورويناه بدماء الشهداء.
أما إذا كنت أحد فلول النظام فعلينا أن نقبل نتائج الديمقراطية التى عشنا نحلم بها حتى لو جاءت بما نكره، وعليك أن تكفر عن ذنبك برعاية فقراء صنعهم نظام كنت جزءا منه.
سيدى الرئيس لقد قمنا بالثورة من أجل الحق والعدل فإن كان من حقك أن تكون رئيسًا فمن العدل أن يعيش جميع المواطنين بعزة وكرامة.. عليك إطعام الفقير وعلاجه وسكنه وتوفير عمل له وتعليم أبنائه، فالناس قد عرفوا طريق الميدان ولن يحميك غير العدل.
مرسى وشفيق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد ابو يوسف
رد الرسالة
عدد الردود 0
بواسطة:
Yasser
alijamal9979@yahoo.com
هو ده كلام كل المصريين ومفيش كلام أحسن من كده
عدد الردود 0
بواسطة:
eman
أحمد شفيق إن شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
أبواليزيد الصفتى
اللهم ولى من يصلح
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمد احمد علي عبد الموجود
الفوز لمن
الفوز لمن الاخوان ام شفيق تمنياتي لشفيق من اسيوط
عدد الردود 0
بواسطة:
د.زينب أبو سنة
رسالة إلى الرئيس المنتظر