على رمضان يكتب: هل يوجد حياء فى السياسة ؟

الأربعاء، 13 يونيو 2012 01:10 ص
على رمضان يكتب: هل يوجد حياء فى السياسة ؟ مجلس الشعب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال يدور فى الخاطر والساحة مليئة بالعشرات الذين يخطبون ود الجماهير فى مؤتمرات انتخابية ولقاءات تليفزيونية مستخدمين خطابا سياسيا تنافيه الموضوعية وتملأه مهاترات فاضحة للمنافس تصفه بأبشع الصفات وأنكرها ولازال العرض مستمرا، حيث انفرط عقد الحياء انفراطا واختلط الحابل بالنابل وهى محاولات لتضليل الرأى الانتخابى فلم يعد الجمهور قادرا على الاختيار بين مرشحى الرئاسة من كثرة الهجوم المتبادل من المرشحين ومسلسل إسقاط الآخر بالحقائق تارة وبالشائعات والأكاذيب تارة أخرى.

فهل نعتبر هذا العراك أسلوبا سياسيا عاديا ينتهجه السياسيون فترة إجراء الانتخابات خاصة وأن الكثير من حملة ألوية الكلام والرغى يرددون العبارة الشهيرة الخاطئة: شىء عادى.. فالسياسة لعبة قذرة !
الحقيقة أن الاجابة صادمة لو علمنا أن السياسة بعيدة كل البعد عن وصفها بهذا الوصف المذرى، فقد أقصى السياسيون فى العالم فكرة أن السياسة تبرر غايتها بالوسيلة الـ"قذرة "، بل سمى الذين يتخذون هذا النهج فى السياسة بالانتهازيين والأفاقين الذين يحرصون فقط على تحقيق مصالح خاصة لا عامة، بينما السياسة هى عملية صنع قرارات مستخدمة قيما مادية ومعنوية لتحقيق أهداف خادمة للفرد والمجتمع، يستخدم السياسى الناجح فيها "شياكة" التعبير حتى وإن أراد هجاء أو هجوما سياسيا، فيكون هجاؤه وهجومه موضوعيا حقيقيا ملموسا لدى الجميع ولكنه ملفوف بسلوفان ملون كقطع الحلوى التى بداخلها السم القاتل، وهى مقدرة لا يملكها سوى المهرة والفطناء.

فإذا وصف مرشح الآخر بسبة أو اتهام كاذب فجموع الجماهير ستسقطه من حسابها لشعورها أولا بخدش حيائها باللفظ وثانيا باستخدامه الكذب لنيل أصواتها وهذه جريمة عظمى وطامة كبرى تصيب المرشح.

فالحياء والسياسة خطان متوازيان متجاوران يعبران عن مدى عمق تفكير وتركيز وعقلية السياسى وطريقته المتوازنة فى إدارة الأزمات الطارئة والمفاجئة أثناء ممارسته للإدارة والحكم .

وانعدام الحياء السياسى خطر جم على مستقبل الأمة لأنه مؤشر يدلنا على مدى حب السياسى لذاته وإقصائه للمعارضين له من حوله، كما يدلنا أيضا على انفلات فى قراراته المستقبلية وضعف فى تحكمه بالأمور بحيث تسير الأمورفى عدل وثبات.
فهل يستطيع سياسيونا النهوض بمصر المستقبل ؟








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة