التزوير هو الحل

هناك جهود مضنية وكبيرة وشواهد كثيرة خلال هذه الأيام تؤكد أن من ينتمون لنظام مبارك يقاتلون ويبذلون قصارى جهدهم من أجل تزوير إرادة الأمة، حيث يقومون بجمع بطاقات العمال من الشركات للتصويت نيابة عنهم، كما يمارس رجال الأعمال المحسوبين على النظام البائد من أصحاب المصانع ضغوطًا على العمال من أجل التصويت لمرشح النظام السابق.
وهذه الشواهد تتضمن تشكيل مجموعات من المواطنين بنفس أرقام البطاقات فى عدد من المحافظات وأن تلك المجموعات مهمتها إعادة التصويت لصالح مرشح الفلول بتكرار التصويت عبر الانتقال من المحافظات يومى الاقتراع، كما تمارس الكثير من أجهزة الدولة أدوارًا وألاعيب للتزوير بالتعاون مع رموز فى الحزب الوطنى المنحل يقومون بعمليات شراء الأصوات الانتخابية بطريقة غير مسبوقة، ويوهمون الناس البسطاء بأنهم سوف يصورونهم بالفيديو أثناء التصويت إن أعطوا لغير مرشح الفلول، وبالتالى سيستردون منهم الأموال مرة أخرى، فحجم الأموال المستخدمة فى الرشاوى رهيب، ولكم أن تتخيلوا أن زوجة أحد رموز الحزب الوطنى الصادر بشأنه أحكام داخل سجن طرة تقوم بإصدار شيكات بنكية على بياض من أجل دعم شراء الأصوات لصالح مرشح الفلول.

وهناك معلومات تتردد تضمنت عروضًا على العمد فى القرى بجمع أصوات لصالح مرشح الفلول بواقع 500 جنيه للصوت الانتخابى بالإضافة إلى مليون جنيه لكل عمدة فى القرى والنجوع مقابل جمع الأصوات وأن سيناريوهات التزوير تشمل إعادة وضع أقفال جديدة للصناديق البلاستيكية.

إن النظام السابق يحاول إعادة إنتاج نفسه من خلال قنوات فضائية مملوكة لأشخاص معروف انتماؤهم للنظام السابق لكى يحافظوا على أنفسهم وأموالهم المنهوبة والمسروقة من الشعب المصرى، وعلينا ألا نسمح بمرور هذا الإجرام لأنه لا يمكن الاحتكام للصناديق المزورة، ومن ثمَّ علينا أن نكون يقظين لمن يريدون تزوير إرادتنا، حتى لو أدى ذلك إلى قيام ثورة عارمة ضد ظلم هؤلاء وتزويرهم. فلا يُعقل أن تقوم 32 عائلة تتراوح أعدادهم بين300 و400 شخص بتزوير إرادة الشعب بكامله.

الثقة كبيرة فى الشعب المصرى بكل فئاته وأطيافه أن يذهب لصندوق الانتخاب ويمارس دوره بشكل حقيقى ولا يسمح لمحترفى التزوير بتزوير إرادته ومحو مستقبله من أجل حفنة من المنتفعين من النظام السابق.

وعلى كل القوى السياسية والأحزاب والمثقفين دعوة جموع الناس ممن لهم حق التصويت الذهاب إلى صندوق الانتخاب لتحديد مصير مستقبل مصر، حتى لا ندع الفرصة للمزورين أن يعملوا عملهم، وعلى من يدعون لفكرة المقاطعة أن يعلموا أن المستفيد الوحيد من المقاطعة أو إبطال الصوت هو مرشح النظام السابق ومن حوله.

وأقول بالرغم من ملاحظات البعض على أداء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة فى الفترة الأخيرة، إلا أن الواجب الوطنى يتطلب منّا جمعيًا أن نقف صفًا واحدًا ونتناسى هذه الخلافات ولو لبعض الوقت، لمواجهة فلول النظام السابق الذى يريد إعادة إنتاج نفسه مرة أخرى، وإن حدث ذلك - لا قدر الله - لن تخسر القوى السياسية والأحزاب فقط، بل سيخسر الشعب المصرى كله ثورته ونضاله، وسيعود النظام السابق بكل قوته للانتقام لنفسه ولرموزه، ناهيكم عن خدمته لأعداء الثورة فى الداخل والخارج الذين يريدون تهميش دور مصر الإقليمى والدولى، وسنعود إلى المربع رقم صفر مرة أخرى.