أحمد مصطفى الغـر يكتب: حتى يهطل مطر "يونيه"

الأربعاء، 13 يونيو 2012 01:03 م
أحمد مصطفى الغـر يكتب: حتى يهطل مطر "يونيه" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يونيه يشتد حر الصيف فى مصر، ويزيد من حرارة مصر أحداث كثيرة اعتيادية تشهدها سواء قبل الثورة أو بعدها مثل موسم الامتحانات عمومًا، وخاصة الثانوية العامة، هذا بخلاف انقطاع التيار الكهربى لعدة ساعات فى بعض مناطق الجمهورية، لكن يونيه هذا العام اكثر اختلافًا عن سابقيه، فيه جاء الحكم فى ما عُرِفَ إعلاميًّا بــ "محاكمة القرن"، وعُرِف فيسبوكيًّا بــ "تمثيلية المحاكمة"، فى يونيه أيضًا يشهد المصريون انتخابات جولة الإعادة بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين ومرشح محسوب على النظام السابق يوصف بالمستقل طبقًا للأوراق الرسمية، شهد يونيه عودة الثوار إلى ميدانهم، بعد أن غابوا عنه لكثير من الوقت.. حدث خلال هذا الوقت الطويل نوع من قتل الثورة معنويًّا وإضاعة للكثير من طموحات الثوار بين أشياء دستورية وأحاديث نخبوية وإعلام رسمى يشكك فى كل شىء باستثناء ولى نعمته!

فى يونيه.. ولأول مرة فى تاريخ مصر يدخل رئيس مصرى سابق إلى أحد السجون بصفته مجرمًا ومتهمًا بالقتل، فى يونيه أيضًا يُضرب بمقولة "لا تعليق على أحكام القضاء" عرض الحائط، إذ أصبح الحديث والتعليق على الحكم الصادر بحق مبارك ووزير داخليته وباكورة البراءات بحق المعاونين ونجليه موضعًا للسخرية من البعض وتغوص قدماك بمجرد دخولك إلى صفحتك الرئيسية "هوم بيدج" على حساب فيس بوك الخاص بك فى بحر من التعليقات والصور الساخرة من كل شىء فى المحاكمة، فى يونيه يبدأ حوار مصرى حقيقى بين أفراد الشعب حول ضرورة تطهير مؤسسات الدولة جميعها وبلا أى استثناءات، لقد بات حقًّا من الضرورى أن يشمل التطهير كل المؤسسات بما فيها القضاء والشرطة و...! حقيقة لا أخفيكم القول إن يونيه هذا العام هو الأول من نوعه الذى أرى فيه مرشحًا كان جزءًا من نظام أسقطته ثورة.. يمدح الثورة ويعاهد "ويجوزاستخدام: يتوعد" شبابها بأن يساعدهم على تحقيق باقى أهدافها!

يونيه فى مصر هذا العام (ونحن الآن تقريبًا فى منتصفه).. يبشر بأشياء كثيرة ستحدث، سيناريوهات محتملة ومختلفة يفندها المحللون على الفضائيات وصفحات الجرائد، لكن فى اعتقادى أن أيًّا منها لن يكون صحيحًا، لكن عودنا المصريون دائمًا على أن تكون أفعالهم مفاجئة للجميع ومختلفة عن كل التوقعات.. ثمة شىء واحد سيبقى هو: أن يونيه هذا العام إما أن يكون تاريخًا لاستكمال المصريين ثورتهم وبناءهم لوطنهم الجديد، أو أن يكون نهاية فترة انتقالية قام فيها النظام القديم بتغيير جلده، ليعود ويكمل زبانيته عهدًا جديدًا من الفساد والإفساد.. لا يعلم أحد هل سيمتد ثلاثين عامًا أخرى أم إلى أى أمد سيكون!.. أو بالأحرى إلى أن يهطل المطر فى يونيه فيأتى شباب مصريون واعدون فى أجيال لاحقة كأجداده من الجيل الحالى ليسقطوا ذاك النظام، لكن كل ما أتمناه أن يجتنبوا أخطاء ثورة الأجداد!

فى قصيدته التى غناها كاظم الساهر لتصبح أشهر أغانيه.. يقول "حسن المروانى": واغربتاه مضاعٌ هاجرت مدنى عنى.. وما أبحرت منهـا شراعاتـى.. نفيت واستوطن الأغراب فى بلدى.. ودمروا كـل أشيائـى الحبيبـاتِ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة