هل تتحول «مالى» إلى أفغانستان أفريقيا؟

الثلاثاء، 12 يونيو 2012 11:42 ص
هل تتحول «مالى» إلى أفغانستان أفريقيا؟ صورة أرشيفية
كتب - مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أفغانستان جديدة» هذا هو التخوف الذى بدأ يسيطر على دول إقليمية من تحول شمال مالى إلى منطقة تمركز للجماعات الجهادية الإسلامية، تنطلق منها لتنفيذ عملياتها فى منقطة شمال أفريقيا.

هذه المخاوف زادت حدتها بعد سيطرة الطوارق على الشمال وإعلان اتفاقهم مع الإسلاميين على إقامة ما يشبه الدولة الإسلامية التى قد تتحول إلى ملاذ آمن للمتشددين فى منطقة الصحراء، ورغم أن خبراء أمنيين أكدوا أنه لا يزال أمام مالى الكثير قبل أن تتحول إلى أفغانستان التى كانت تحكمها حركة طالبان فى التسعينيات من القرن الماضى والتى دبر فيها الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن لهجمات الحادى عشر من سبتمبر على أهداف أمريكية فى عام 2001، إلا أن سيطرة قوات المتمردين على بلدات كبيرة فى مالى مثل مدينة تمبكتو القديمة بالإضافة إلى أن مقاتلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد التى تسيطر على المدينة يعملون إلى جانب حركة إسلامية تشكلت حديثا وتعرف باسم أنصار الدين وتهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فى مختلف أنحاء مالى، زاد من هذه المخاوف.

رئيس النيجر محمدو إيسوفو كان أكثر المسؤولين تحذيرا من خطورة المستقبل الذى ينتظر مالى، بقوله إن مقاتلين إسلاميين متطرفين «أفغان وباكستانيين» موجودون حاليا فى شمال مالى ويعملون «مدربين» فى معسكرات للتدريب، مؤكدا فى الوقت ذاته على أن لديه معلومات بشأن وجود أفغان وباكستانيين فى شمال مالى قدموا من بلدان غير إفريقية ويستخدمون مدربين، وهم من يدربون أولئك الذين يتم تجنيدهم فى مختلف بلدان غرب أفريقيا» مضيفا أنه يملك معلومات دقيقة حول معسكرات تدريب لبوكوحرام (بنيجيريا) فى جاو» شمال مالى.

رئيس النيجر أشار أيضا إلى أن الجماعات المسلحة فى شمال مالى تواصل إمداد جنوب غرب ليبيا بالأسلحة، معتبرا أن المنطقة الواقعة فى جنوب ليبيا تمثل «قاعدة دعم للفصائل المسلحة فى مالى»، وتثير هذه المعلومة التى قالها رئيس النيجر قلق الكثيرين من أن يمتد تأثير تواجد هذه الجماعات الجهادية فى مالى على مصر، خاصة فى ظل الاضطرابات التى تشهدها المناطق الحدودية بين دول المنطقة، فالحدود بين مالى والنيجر لا تخضع لرقابة جيدة، وهو ما سمح بمرور الأسلحة من مالى إلى ليبيا مرورا بالنيجر، ورغم أنه لا توجد تأكيدات بأن جزءا من هذه الأسلحة اتجه إلى مصر، إلا أن هناك مخاوف من أن تشهد الحدود المرتبكة عمليات تهريب منظمة قد لا تقتصر على الأسلحة فقط وإنما قد يصل مداها للجهاديين أنفسهم.

وأكد اللواء الدكتور يوسف أحمد وصال أستاذ الإستراتيجية القومية وإدارة الأزمات والتفاوض، إن أمن المناطق الأفريقية يشكل عمقا استراتيجيا هام اينعكس على الأمن المصرى، مشيرا إلى أن ما يشهده بعض دول غرب أفريقيا من انفلات أمنى وسيطرة جماعات مسلحة متشددة على شمال مالى من الضروري أن ينعكس بالسلب على الأمن المصرى.

وقال وصال لـ "اليوم السابع" أن هناك مؤشرات غير مطمئنة على وجود عناصر تابعة لتلك الجماعات المسلحة المتشددة، التى يتنامى دورها فى غرب أفريقيا خاصة فى شمال مالى ونيجيريا فى مصر ، وهذا تجلى واضحا عندما شاهدنا الأعلام السوداء التابعة لتنظيم القاعدة ترفع فى ميدان العباسية أثناء أحداثه الأخيرة.

ووسط ذلك الزخم من المعلومات عن الجماعات الجهادية التى تسيطر على الشمال المالى حاليا، نقلت الصحيفة الفرنسية الأسبوعية «لو كانار أنشينيه» الأربعاء الماضى عن ضباط فى جهاز الاستخبارات العسكرية أن قطر تموّل المجموعات المسلّحة فى شمال مالى، بما فيها الطّوارق وإسلاميو أنصار الدين وحلفاؤهم من القاعدة فى المغرب الإسلامى.

وأضافت الصحيفة أنه «استنادا لمعلومات جهاز الاستخبارات العسكرية، فإن الثوار الطوارق فى الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وحركة أنصار الدين والقاعدة فى المغرب الإسلامى وحركة الجهاد فى غرب أفريقيا قد تحصّلوا على دعم بالدولار من قطر، مرجعة ذلك إلى أن خطف الأجانب، وتهريب المخدرات والسجائر لا يكفى لسدّ حاجات المجموعات الجهادية كثيرة الإنفاق والتى تعتمد على تلك المصادر فى تمويلها.

من جهة أخرى، لا يستبعد مراقبون أن تتطور الأمور فى مالى إلى حرب أهلية بين العرقيات المكونة للمجتمع المالى، حيث يقود الطوارق حربهم الانفصالية فى شمال البلاد، فيما لم تحدد القبائل العربية فى الشمال موقفها من تلك الحرب، والتزم معظم قادتها العسكريين ومشايخها الحياد إزاء أزمة الانقلاب، لكنها تستعد بواسطة مليشيات مسلحة للدفاع عن مدنها الرئيسية، مثل مدينتى تمبكتو التى سقطت فعلا يوم 2 إبريل، وجاوه التى تمكن الجيش من صد هجوم عليها حيث يسعى الطوارق لضمهما بالقوة.

ويخشى مراقبون أن تندلع مواجهات عرقية بين العرب والطوارق، وفيما ينتمى الرئيس المطاح به آمادو تومانى تورى إلى عرقية «الصونجاى»، ينتمى قائد الانقلابيين ومعظم رفاقه إلى قومية «البمبارة»، الأمر الذى يعزز من فرضية احتمال مواجهة بين القوميتين الزنجيتين إذا ما حاول أنصار الرئيس السابق استعادة الحكم من الانقلابيين بالقوة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محامى الجيزة

و هل ستتحول مصر الى افغانستان العرب

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة