المولد السياسى، هو أبلغ وصف لما يجرى الآن. حيث لا تعرف من مع من، وضد من، فى كل مكان معركة وفى كل ركن شائعة، وفى كل يوم جدل، والناس حيارى منقسمون أمام حالة من الاستقطاب والتخويف ومعارك تبدأ وتنتهى دون بداية أو نهاية، أو هدف.
معارك بين القضاء والبرلمان، وبين القضاة وبعضهم. وجدل الإعادة فى انتخابات الرئاسة تحول إلى تخويف متبادل، ولا ننسى معارك الجمعية التأسيسية للدستور، التى بدا أنها فى طريقها للحل، وسرعان ما تجددت الخلافات حول نسبة كل تيار، ومازال الخلاف الإجرائى حول المعايير والنسب، والمقاعد.
خلال أسبوع على الأقل اندلعت معارك ضارية بين القضاء والبرلمان، أى أن أكبر سلطتين فى البلد وقعتا فى بعضهما، عندما بدأ أعضاء فى مجلس الشعب التعليق على أحكام القضاء فى قضية مبارك، وهو ما وجده القضاة خلطا بين السلطات، المستشار حسام الغريانى رئيس المجلس الأعلى للقضاء عقد مؤتمرا عبر فيه عن رفض الهجوم على القضاء، وتبعه رئيس نادى القضاة المستشار الزند الذى هاجم البرلمان واستخدم تعبيرات بعضها يدخل فى سياق التهديد، ورد رئيس مجلس الشعب على رئيس نادى القضاة بتهديدات مغلفة، واختفت هيبة السلطة التشريعية والقضائية، معركة افتقدت المسؤولية، وبدت نوعا من فرش الملاية.
حتى ردود الأفعال داخل القضاء لم تكن مرتبطة بالقضاء ولكن بالعلاقة سلبا أو إيجابا بنادى القضاة، ورأينا أنفسنا نستعيد الصراع بين تيار الاستقلال السابق وتيار القضاء العام، فقد كانت غضبة المجلس الأعلى للقضاء هى نفسها غضبة النادى، والفرق كان فى طريقة التعبير، حيث جاءت تعبيرات الزند سياسية أكثر منها قضائية، وانتقد البعض الزند أكثر مما انتقدوا الغريانى، لأن الخلافات السياسية انتقلت إلى داخل القضاء.
رد الأفعال أكثر من الأفعال، وأحيانا تتوفر ردود أفعال من دون أن يكون هناك فعل، والصراع السياسى يأخذ شكلا حادا يتجاوز القواعد المعروفة. هناك حالة من التخويف والرعب تنتشر فى كل مكان تجاه مرشحى الإعادة، تصل إلى حد تصوير الأمر كأن هناك منافسة بين دراكولا والأشكيف، وهو أمر قد يكون مفهوما لدى أنصار كل مرشح، من مصلحتهم فوز مرشخهم، لكن الخلاف انتقل إلى من هم ليسوا من أنصار مرسى أو شفيق، وهؤلاء بينهم من يدعو لمقاطعة ويؤكد عدم قناعته بأى منهما، ستجد من يرى نجاح شفيق خطرا لكنه لا يرشح مرسى، والعكس نفسه، من ينشر الخوف من فوز مرسى وتحكم الإخوان، لا يصل إلى دعم شفيق، ومن يرى أن كلا منهما فى حال نجاحه سوف يصفى الجميع ويلغى الحريات ويصادر الحقوق ويبدأ فى الانتقام.
أما مرشحا الإعادة فقد تفرغا لفرش الملاية، وبدا أن الشتم والاتهامات وأنصاف الحقائق. فى حرب شخصية أكثر منها سياسية.. أصبحنا فى مولد من ردود الأفعال، أما الفعل نفسه فقد غاب وسط ضجيج بلا طحن.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد سليم مدرس ثانوى
لن انتخب واحد بيتمرمغ تحت رجلين المرشد لانة ببساطة سوف يمرمغ رؤوسنا فى الطين
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد المصرى الاصيل
هل نسلم مصر بكاملها للاخوان ؟
كل مصرى حر يسال نفسة هذا السؤال