كثر الكلام والقيل والقا، واحتدم الصراع بين المرشحين، وأخذ كل منهما يكيل التهم للآخر، وأخذ المساعدون لهما ينالون من المنافس، إنها ديمقراطية جديدة على مصر، مات من أجلها الكثيرون فهى لم تأتِ سلمية بل رويت من دماء شباب طالبوا بالحرية، وها هى الحرية وإن لم تكن كما تمناها البعض، ولكل منهم رأيه، ولن ترضى النتيجة الجميع أبدًا، فلا بد من فائز واحد واثنى عشر خاسرًا، هذه هى الديمقراطية، لعل ما حدث من وصول الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق، يعكس الصورة الحقيقية للصراع بين القوى الإسلامية والقوى المدنية العسكرية الليبرالية، وخسرت القوى الثورية مرشحيها فى هذه الانتخابات نظرًا لصغر سن الثوار فمنهم من لم يتعد سنه 18 عامًا، فلا يحق له التصويت، وعددهم يقدر بأكثر من 3 إلى 4 ملايين صوت، وهذه الأصوات سوف يكون لها تأثير كبير فى الانتخابات القادمة عام 2016م.
ونتحدث هنا عن أنصار كل مرشح ومدى ثقلهم ككتل تصويتية، فنجد أن نتيجة الانتخابات يصعب التنبؤ بها، نظرًا للتقارب بين أنصار الدكتور مرسى وأنصار الفريق أحمد شفيق، فكل منهما حشد أنصاره فى الجولة الأولى، ولكن الحال تختلف فى الجولة الثانية، فكل منهما يبحث عن مناصرين آخرين لم يصوتوا له، وصوتوا فى الجولة الأولى لمرشحين آخرين، وهنا نجد أن الدكتور مرسى سوف يأخذ كتلة كبيرة جدًّا من أصوات الدكتور أبو الفتوح، وأغلبهم من السلفيين، وسوف يأخذ أصوات الكثير من أصوات شباب الثورة، الحائرين التائهين والذين يبحثون عن بديل آخر قريب من أهدافهم، وهم فى مرحلة التفكير، ومنهم من يقاطع الانتخابات أو يبطل صوته، وهناك أيضًا أصوات القبائل البدوية فى مطروح، فأغلبها سوف يذهب إلى الدكتور محمد مرسى، وأيضًا كتلة أزهرية كبيرة سوف تتجه إلى انتخابه، وبالطبع أغلب الريفيين وأهل القرى فى الصعيد سوف يؤيدونه، وهناك أيضًا كتلة كبيرة متمثلة فى أصوات المصريين بالخارج، وخاصة الخليج، وهى كتلة كبيرة سوف يُوجه أغلبها إلى الدكتور محمد مرسى، وهنا سوف يسعى الإخوان والسلفيون إلى حشد أنصارهم بقوة تفوق المرحلة السابقة، فهى بالنسبة لهم مرحلة بقاء، أكون أو لا أكون.
أما أنصار الفريق أحمد شفيق فهم يتمثلون فى عدد من الكتل التى سوف يذهب أغلب أصواتها إليه، مثل مؤيدى ومحبى المجلس العسكرى، وبالطبع الكتلة التصويتية للإخوة المسيحيين بالكامل، وأنصار السياحة، وكتلة أخرى كبيرة وهى أغلب أعضاء الحزب الوطنى السابق، وعددهم كبير، ومنظمون جدًّا مثل الإخوان، وهم يرون فى الفريق أحمد شفيق حفظًا لماء الوجه المُرَاق، واستعادة لجزء من هيبتهم، وهم موجودون فى جميع أنحاء الجمهورية، وهناك كتلة أخرى وهى أنصار المرشح السابق عمرو موسى، وأيضًا أهل النوبة، بعد وعد الفريق شفيق لهم بعودتهم إلى أراضيهم السابقة على ضفاف النيل، وأيضًا جزء كبير من أهل سيناء بعد وعده لهم بالهوية الكاملة، هذا بخلاف أهالى الشرطة والجيش، وهم كتلة كبيرة سوف تؤيده، ونجد هنا أن الفريق شفيق لا يعتمد كثيرًا على أصوات المصريين بالخارج، لذا لم يعدهم بشىء، فهو يعلم أن أغلبهم فى الخليج، وهم مؤيدون لمحمد مرسى، وهنا يأتى الدور على القوى الثورية، هل هناك من مؤيد للفريق أحمد شفيق بينهم؟ سوف نجد الجواب "نعم"، هناك من شباب الثورة من وجد نفسه محاصرًا بين اثنين لم يخترهما، ومنهم من يقاطع الانتخابات، ومنهم من يبطل صوته، ومنهم من هو مع مرسى عنادًا للآخر، ومنهم من يقول: نقدر على شفيق ولا نقدر على مرسى، وهكذا.. فصوت الثوار سوف يكون ضعيفًا ومشتتًا، ولا يُعتمد عليهم فى ترجيح كفة أحد المرشحين، وهذا خطأ يقعون فيه للمرة الثانية بعد أن تشتتوا فى السير خلف ثلاثة مرشحين مختلفين، فلو توحدوا وقرروا المشاركة وتوجيه دفة الانتخابات لهرول المرشحون حينها لكسب تأييدهم ولوعدوهم وعودًا حقيقية، وعليهم الآن أن يقولوا بصوت عال: نحن موجودون، وسوف ننزل الانتخابات، ونؤيد فلانًا الفلانى، بعد التشاور معه كَيَدٍ واحدة.
ولم يبقَ سوى الكتلة الصامتة التى لم تنزل الانتخابات فى المرة السابقة، وهى تمثل نصف الأصوات، فمَن مِن المرشحين قادر على إنزالهم من منازلهم ليعطوا له أصواتهم ويصبح رئيسًا لمصر - أكبر دولة عربية وأكبر دولة تاريخيًّا على وجه الأرض؟ لقد حلم الكثيرون بهذا اليوم ومن أجله أريقت الدماء وخسر الكثيرون من أموالهم ومن أوقاتهم ومن أجل أن يدلوا بأصواتهم لعلمهم بأن أصواتهم أصبح لها ثمن، وأن صوتًا واحدًا قد يرجح كفة الفائز.
يا فريق شفيق، يا دكتور مرسى، أحبَّا مصر يحببكما الله، لا تتنابذا بالألقاب، لا يغتب أحدكما الآخر، فلا تَزِرُ وازرةٌ وزر أخرى، لا تلقيا بالتهم جزافًا.
اللهم أعن من توليه علينا ليحكم بعدلك، وأحطه بالصالحين من خلقك واجعلنا عليه شهودًا يوم الدين.
شفيق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو يمنى
كلام محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
عرفه
مقال رائع
ت
عدد الردود 0
بواسطة:
محروس
راااااااااااااااااااااااااااااااااائع
ياريت كل الناس تقرا هذا الكلام والاهم ان تفهمه
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمان محمد البستانى
تحياتى اليك استاذ محمد
عدد الردود 0
بواسطة:
بيتر
تحياتي اليك
عدد الردود 0
بواسطة:
Sehs Cairo
أ.د محمد مرسى رئيس مصر بتوفيق الله ثم بأصوات المصريين الشرفاء
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فاروق ابوفرحه
أشكركم و بارك الله فيكم
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمــــد أبــو الشيـــــــخ
استاذ محمد / قلمك هو إحساسك .... وعقلك هو إيمانك بالله وحب مصر .... واسلوبك راقـى
عدد الردود 0
بواسطة:
abo asma
الى محمد مرسى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فاروق ابوفرحه
شكرا لكل من اثروا المقال