محكمة يمنية تعاقب صحفيا بالسجن عام لانتقاده أداء هيئة حكومية

عاقبت محكمة فى مدينة البيضاء جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، الاثنين، صحفيا بالسجن لمدة عام وتغريمه مبلغ 200 ألف ريال، ألف دولار، وذلك بعد اتهامه بنشر مقال على حابة الشخصى على موقع "فيس بوك" ينتقد فيه أداء إحدى الجهات الحكومية.

وبعد تسلّم محكمة البيضاء الابتدائية لائحة الاتهام من وكيل نيابة البيضاء، عقدت ثلاث جلسات، جرت آخرها منذ خمسة أشهر تقريباً. إلا أن الصحفى، ماجد كاروط، مراسل موقع "المصدر أونلاين" الإخبارى المستقل لم يستدعَ إلى أى منها بتجاهل تام لحقوق الدفاع الأساسية. وعلم أخيراً بوجود إجراءات قضائية ضده بعد نشر استدعاء له فى جريدة الجمهورية الرسمية. فإذا بماجد كاروط يتوجه بحسن نية إلى المحكمة فى التاريخ المذكور، ولكنه تم تأجيل الجلسة بسبب غياب القاضى الذى كان فى إجازة.

لدى عودة القاضى فى 4 يونيو الماضى، عقدت جلسة رابعة من دون تبليغ الصحفى، وفى خلال هذه الجلسة، تقرر الحكم عليه بالسجن لمدة عام بتهمة "نشر أخبار وبلاغات منسوبة كذباً للمجنى عليهما موسى القرفوشى مدير عام فرع المؤسسة العامة للاتصالات بالبيضاء وكمال صالح النجار المدير المالى بفرع المؤسسة العامة للاتصالات بالبيضاء على شبكة الإنترنت فى موقع الفيس بوك الخاص به".

وأصدر موقع "المصدر أون لاين" الإخبارى المستقل الذى يعمل الصحفى ماجد كاروت مراسلاً له، بياناً تضامنياً قال فيه "إن هذه القضية وبغض النظر عن كيديتها وعدم صحة اتهاماتها أو سلامة اجراءاتها، فإنّها تمثل سابقةً خطيرةً يمكنها أن تؤسس لمحاكمات تعسفية لا نهاية لها وخرقاً للقوانين السارية"، فيما أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن صدمتها من الحكم.

من جهتها أصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين، بيانا قالت فيه "إنّ عدم سلامة إجراءات التقاضى والتعسف الواضح فى اتخاذ هذا الحكم يثيران قلقاً بالغاً لديها، كما أنّ الحكم فضيحة وسابقة من شأنها الإساءة إلى القضاء كونه يتعامل مع إشارة على صفحة الفيس بوك، وهو عالم افتراضى يصعب تحديده والسيطرة عليه".

وأكدت النقابة أن الحكم الصادر بحق كاروت يكشف جهلاً فاضحاً بالمادة المنشورة التى كانت حيثية أساسية فى الحكم.