أكد سعد هجرس الكاتب والصحفى أن إشكالية "مدنية أم دينية" هى جوهر الصراع القائم فى مصر الآن، مضيفا أن الدولة الدينية ليست اختراعا إسلاميا، ولكنها فطرة وطبيعة إنسانية، والجمع بين السلطة الروحية والمدنية وضعت البشرية فى صراعات كثيرة، ولكنها حسمت أمرها منذ قرون وكان هذا عقب ثورة الزراعة والصناعة مطلع العصر الحديث، لافتا "نحن الآن نعود إلى الوراء والدولة الدينية خطر على كل المصريين وفى مقدمتهم المسلمين وليس المسيحيين فقط".
وأوضح هجرس خلال مؤتمر "الدولة المدنية - دولة المواطنة"، الذى نظمته منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان مساء أمس الاثنين، أن مصر عرفت الدولة المدنية قبل ثورة 23 يوليو، ولكن أصبحت بالأساس عسكرية بعد عصر عبد الناصر والسادات، وجاءت ثورة 25 يناير لتفتح الباب أمام دولة مدنية حديثة والآن أمامنا خطران هما "شبح دولة مدنية وشبح دولة عسكرية أو دينية ".
وقال: "كان هتاف الثورة الأساسى "مدنية مدنية" ولكن حدث اختطاف للثورة، وجاءت نتيجة الجولة الاولى للانتخابات لتخيرنا بين الطاعون والكوليرا، مضيفا اذا راجعنا تاريخ التيارات الأصولية سنجد دائما أن البلاد تقسم فيها أو تحدث بها حرب أهلية كالسودان. وأوضح "المعركة طويلة ولا ينبغى أن ننزعج من القشور الموجودة على السطح والأمل موجود فى التيارات المدنية التى ستنتصر.
وحذر الدكتور نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان من وصول مصر إلى مصير دول مثل السودان أو الصومال أو أفغانستان واليمن إذا ما سلمت إلى الحكم الدينى فى ظل ما ينتهجه الإخوان الآن، والذى لا يختلف عن صكوك الغفران فى أوروبا فى العصور الوسطى حتى استطاعت التخلص منه لتصبح أقوى اتحاد عالمى.
ومصر بأقباطها ومسلميها وأزهرها وكنيستها شعب يضرب له المثل عبر التاريخ واحترامها لعاداته وتقاليده وتنوعه ونهيب بالأزهر، الشريف الحفاظ على مرجعيته واستمرار تاريخه الطويل للتصدى لتيارات لا تحمل فى رصيدها التاريخى، الدماء والتصفيات الجسدية التى طالت فرج فوده ورفعت المحجوب والقاضى الخاذندرة، ومحاولة تصفية الأديب العالمى نجيب محفوظ وجمال عبد الناصر، وما يحدث اليوم بمصر قد يعيد هذا المشهد مرة أخرى فى ظل جماعة تمتلك مليشيات مسلحة قد تنقلب على المجتمع فى أى لحظة.
أما الكاتب والباحث هانى لبيب، فقال: للأسف إن خطاب جماعة الإخوان والإسلام السياسى يرسخ لوجود دولتين واحدة مسيحية مرشحها شفيق، وأخرى مسلمة مرشحها مرسى وجعلوها انتخابات طائفية لا رئاسية، وهذا غير صحيح فلم يرشح كل المسيحيين شفيق، وسيشهد هذا الأسبوع أحداث عنف، وبدأ هذا فى الصعيد بالتهديد بحرق بيوت المسيحيين إذا فاز شفيق بأغلبية فى هذه القرى، وهى حالة من التدليس السياسى التى نعيشها حيث يتم اختزال المشهد المصرى فى مشهد طائفى، لافتا لوجود "نخب مثقفة تغازل تيار الإسلام السياسى"، وطالب بأن نبدأ من الدستور، قائلا: "الخطورة الرئيسية فى الدستور".
سعد هجرس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو الليل
مصر