د. عبدالجواد حجاب يكتب: جراب الحاوى

الثلاثاء، 12 يونيو 2012 02:54 م
د. عبدالجواد حجاب يكتب: جراب الحاوى مظاهرات 25 يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جراب الحاوى دائما ملىء بالألاعيب والخدع من هنا طلع المثل الذى يقول ياما فى جرابك ياحاوى. هذه الأيام أنا واحد مصرى أعيش فى قلق شديد لم ينتابنى إلا فى أيام الثورة المصرية المباركة.

ثمانية عشر يوما هى أيام ثورة يناير العطيمة الحقيقة كنت فى أشد حالات القلق على مستقبل مصر الحبيبة والترقب ولم يزول هذا القلق إلا بفرحة انتصار الثورة فى سلمية أشاد بها العالم كله.

هذه الأيام التى تسبق انتخابات الإعادة عاد القلق الشديد على مستقبل مصر وخاصة أن الأحداث متسارعة يصعب استيعابها. خارطة طريق اقتربت من النهاية وتسليم السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة لرئيس منتخب بإرادة حرة من الشعب. إرهاصات وقرارات كثيرة فوران فى الميدان وعودة إلى لعبة المجلس الرئاسى. اعتراض على أحكام القضاء فى الشوارع والميادين والتهديد بالعصيان ورفض نتائج الانتخابات.

قوى سياسية متنافسة لدرجة التنازع ورفض قبول الآخر والتشكيك فى نوايا الآخر. هل الشعب المصرى شكاك لهذه الدرجة إجابتى لا الشعب يثق فى تماما فى نزاهة الانتخابات حتى اليوم والشعب يثق تماما فى قضاء مصر العادل الشعب يثق تماما فى قواته المسلحة الباسلة.

التبشير وربما التهديد بإعلان دستورى مكمل يضع معايير تأسيسية الدستور ويحدد صلاحيات الرئيس القادم. خلاف سياسى حاد وخلاف دستورى حاد وخلاف قانونى حاد.

انتخابات الإعادة تحمل فى طياتها الكثير من الجدل والتفزيع والتخويف والانقسام الحاد والخطورة فى محاولات إقحام الإخوة الأقباط فى هذا الجدل واللعب على وتر الطائفية.

برلمان ينزل إلى الميدان متنازلا عن شرعيته لصالح شرعية الميدان ولا أعرف هل هذا النزول فى صالح مصر أم لا، وخاصة أنه جاء بعد اعتراضات كبيرة وكثيرة على حكم قضائى كان يجب التعامل معه بالقانون وليس رفضه مهما كان صادما.

وفى اللحظات الأخيرة يأتينا الخبر الذى يزداد معه القلق لم تجد المحكمة الدستورية إلا يوم 14 مايو اليوم الثانى لانتخابات الإعادة لاختيار الرئيس وحددته لمناقشة دستورية قانون العزل وقانون انتخابات مجلس الشعب.

لا أحد ينكر أن هناك طرفا ثالث يلهو مع هذا الشعب لا أحد ينكر أننا بالثورة تخلصنا من القشرة ولكن النواة الصلبة للنظام المخلوع باقية فى مواقع ومفاصل الدولة. والأحداث المتلاحقة لا توحى ولا تبشر بالخير، الأمر يبدو وكأننا جميعا نستعد إلى أم المعارك ولا نعلم هل البقاء سيكون للأصلح أم للأقوى ولا أحد يعلم هل سنكمل مشوار الثورة أم سنرتد على عقبينا لا أحد يعلم هل سنسير للأمام أم سنعود مرة أخرى المربع صفر. هناك شكوك وريبة فى ربط المواعيد وعقدها كلها فى وقت ضيق كهذا.

يا لطيف الطف بمصر يا ستار استرها على مصر يا رحيم ارحم المصريين، كله فى يوم واحد إعلان دستورى مكمل لتحديد معايير اختيار التأسيسية وتحديد صلاحيات الرئيس القادم وأيضا النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة وأيضا النظر فى دستورية قانون العزل الذى سيؤثر قطعا فى النتيجة ودستورية مجلش الشعب الذى يتوقع الجميع حله. ما أذكى وما روع هذا الحاوى.

هل هناك أحد يحب مصر ولا يشعر بالقلق فى وسط هذا الجدل أو الدجل أو الوحل السياسى. أرجوك سميه ما شئت جدل سياسى أو دجل سياسى أو وحل سياسى وصل إلى الذروة. أما العبور من كل هذا إلى مصر الحديثة التى نحلم بها أو العودة مرة أخرى إلى حظيرة الاستبداد أو انفلات والفوضى والانقلاب على كل شىء.

من منكم يستطيع أن يخفف من قلقى وإحباطى فليسرع وينورنى أو يفهمنى. كل المسئولين بيلعبون لعبة الكراسى الموسيقية كل المسئولين بيلعبوا الست غماية كل المسئولين بيلعبوا لعبة دوخينى ياليمونة.

لا أرى أى أمل فى رؤساء الأحزاب السياسية لا أرى أمل فى قوى ثورية مترددة ومتفرقة لا أرى أملا فى مجلش شعب لم يأخذ زمام المبادرة يوما حتى الآن لا أرى أملا فى إعلام مازال يطنطن فى الهواء لا أرى أملا فى تعدد الآراء والرؤى وعدم القدرة على الاتفاق على أى شىء.

الأمل الوحيد هو فى جو الحرية وإتمام العملية الانتخابية بنزاهة واحترام خيارات الشعب الأمل هو فى نزاهة قضائنا المصرى العادل الأمل هو حيادية قواتنا المسلحة الباسلة ومجلسها الأعلى الأمل هو فى إصرار الشعب الواعى والقضاء العادل والقوات المسلحة على ضرورة العبور بسلام إلى الجمهورية الثانية مصر الحديثة الديموقراطية الوطنية الحرة. ولله الأمر من قبل ومن بعد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة