الأمم المتحدة: الجيش السورى يستخدم الأطفال دروعا بشرية

قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة بشأن استهداف الأطفال فى مناطق النزاع المسلح حول العالم، إن القوات الحكومية السورية استخدمت أطفالا كدروع بشرية فى المعارك الدائرة حاليا فى البلاد.

وأوضحت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأطفال فى مناطق النزاع المسلح راديكا كوماراسوامى فى تقرير خاص ـ أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" اليوم "الثلاثاء"، أن الاتهامات تتضمن إجبار هؤلاء الأطفال على اعتلاء الدبابات الحكومية لمنع هجمات قوات المعارضة عليها، وأن أطفالا قد تصل أعمارهم إلى 9 سنوات كانوا عرضة للتعذيب والاعتقال والعنف الجنسى.

وأشارت كوماراسوامى إلى أنه "فى معظم الحالات التى رصدت، كان الأطفال ضمن ضحايا المعارك التى تخوضها القوات الحكومية وقوات موالية لها أو يطلق عليهم "الشبيحة" ضد المعارضة وبخاصة الجيش السورى الحر".

كما انتقدت المبعوثة الدولية الجيش السورى الحر أيضا، وقالت إن الجيش السورى الحر يستخدم أطفالا تحت سن السادسة عشر فى ما وصفته بمناطق الجبهة الأمامية، وأضافت لقد وصلتنا معلومات عن قيام الجيش السورى الحر باستخدام أطفال فى الخدمات الطبية وبعض المهام الأخرى غير القتالية ولكن هذه المهام تقع فى نطاق
جبهات القتال.

ووضع التقرير الذى يصدر سنويا القوات الحكومية السورية و"الشبيحة"، ضمن قائمة سوداء تضم 52 اسما لحكومة أو جماعة مسلحة تستخدم الأطفال وتستغلهم فى الصراعات المسلحة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قد أعلن أن المنظمة الدولية تلقت عدة تقارير تفيد بوقوع "انتهاكات خطيرة"، ضد الأطفال فى سوريا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السورى بشار الأسد فى مارس العام الماضى.

من جانبها اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية النظام السورى بالتحضير لارتكاب مجاز جديدة فى بلدة "الحافة" فى ريف اللاذقية وفى " ديرالزور" و"درعا" و"حمص".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن هجمات الجيش السورى ستكون لها عواقب، واتهمته باستخدام أساليب مروعة لاستهداف المدنيين.

وقالت نولاند: "نذكر القادة السوريين بأحد دروس البوسنة، وهو أنه يمكن للمجتمع الدولى أن يعرف الوحدات العسكرية المسئولة عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وسوف تتحملون المسئولية عن تصرفاتكم".


من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن قلقه العميق إزاء مخاطر تصاعد العنف المسلح فى جميع أنحاء سوريا على مدار الأيام القليلة الماضية.

وقال الأمين العام فى بيان أصدره الناطق الرسمى باسمه فى وقت متأخر مساء أمس الاثنين بتوقيت نيويورك، إن بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا ذكرت أن هناك زيادة فى مستوى المواجهة المسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة.

وأضاف الأمين العام أن "العمليات العسكرية المكثفة التى قامت بها القوات الحكومية شملت قصف حمص وورد والمراكز السكانية الأخرى، فضلا عن إطلاق النار من المروحيات على تابليس والرستن، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين".

وشدد بان كى مون على أهمية وصول أفراد بعثة المراقبين الأمميين إلى بلدة الحافة، حيث تشير التقارير إلى تعزيز الحكومة السورية لقواتها العسكرية حول البلدة.

وأشار بيان الأمين العام للأمم المتحدة إلى رصد بعثة المراقبين الدوليين لهجمات منسقة شنتها المعارضة ضد قوات الحكومة والبنية التحتية المدنية فى مواقع متعددة.

وأدان بان كى مون "هذا التصعيد المسلح لأعمال العنف، ولا سيما قصف المراكز السكانية والهجمات ضد البنية التحتية من قبل جميع الأطراف" ، ودعا إلى وقف القتل والعنف المسلح بكافة أشكاله والسعى حثيثا نحو إيجاد حل سلمى للأزمة المتفاقمة وفقا لخطة النقاط الست التى وضعها المبعوث الخاص المشترك كوفى عنان.

وأعاد الأمين العام التأكيد على دعوته لجميع البلدان التى تتمتع بنفوذ لدى الطرفين فى سوريا (الحكومة والمعارضة) لإقناعهما بوضع حد لأعمال العنف والتراجع عن حافة الهاوية، والتفكير فى العواقب الوخيمة التى ستحل بالشعب السورى.

وأكد أنه مازال مستعدا للعمل مع المجتمع الدولى بأسره من أجل مساعدة حكومة سوريا والمعارضة على التوصل إلى حل سلمى للأزمة.