عاطف حسانين عمران يكتب: كهف الغرباء

علّمنى زمنى أن الحب
الكنزُ القابع تحت جدار

والشيخُ الصالحُ حين توقّّفَ
كان يشير إلى المعنى
من خلفِ ستار

يا خضرَ زمانى لن أسأل
عن مقتل طفل النفس العابث
فى الشهوات مع السُّمار

لن أسأل عن خرق سفين
لن يُغرقها البحرُ الساجدُ
للأقدار

لن أسأل حتى لا تتركَني
وحدى أسبح خلفَ المعنى
فى الظلمات بغير منار

لكن أخبرنى
ماذا تشعر حين يميلُ الناسُ هنالك
للأسفار

حين يصير الهم الدائم
نجمع أوراقا ثكلى
تحمينا من شر الأقدار!!

ماذا تشعر إذ يتوارى
أهل الحكمة
يصبح أهل المال مثارا
للأشعار

حين يُنعّم أهلُ الغشِ
وأهل الكذب
وحين يُدسُّ الُّسمُ القاتلُ
فى الأفكار

ماذا تشعر حين نصفِّق للأحياء
وبعد الموت
نقول هلاكا للفجار!

أو نتملّق زهوَ السلطة
دون حياء
نذكر أن فلانا يملك
رزق الدّار

وكأنّا نعبدُ أهلَ السطوة
نحمل خزى لواء العجز
بغير خيار

ماذا تشعر فى أرجاء مدينتنا
والطفل العابث
بات يُحِّرقُ فى الأشجار

والملكُ الظالمُ
أخد سفينتنا غصبا
وجدارك فى زمنى ينهار

ماذا تشعر أخبرنى
فمرار الكلمة فى حلقى
يلقاه مرار
..............

يا ولدى أبداً لا تعبأ
بظلام اليوم
وما يتحمل من أوزار

ما زهو المال وزهو السلطة
غير رفات
يسكرُ من خمر الأعمار

لا تعبأ بالمجد المزعوم
ووهم الغافل إذ يتلحّف
بالإعصار

ما أحقر أن تصبح عبداً
لبقايا مائدة هلكى
وفتاتٍ يسقط من أحجار

يا ولدى فاعلم
أن الحبَ وأن العدلَ
الكنزُ القابعُ فى الأخيار

والشيخُ الصالحُ حين توقّّف
كان يصوغ لنا المعنى
فى ثوب جدار