رامى سليمان يكتب: حب السياسة يسرى فى دم الشعب

الإثنين، 11 يونيو 2012 08:06 ص
رامى سليمان يكتب: حب السياسة يسرى فى دم الشعب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أجلس احتسى كوبا من الشاى عندما اتت والدتى من الخارج ووجدت على وجهها ابتسامة صغيرة، فسألتها ما سر هذه الابتسامة خصوصا أنها أتت من الخارج والشوارع زحمة ودرجة الحرارة عالية ولا يوجد سبب للابتسامة، فأجابت أنها عندما ذهبت إلى السوق لشراء بعض الخضراوات وجدت البائعات فى السوق يتحدثن فى السياسة ويتناقشن فى الاتجاهات السياسية وهناك خلاف بينهم فيمن يرشحون، وفى أن هذا الاتجاه يناسب مصر أو ذاك الاتجاه افضل لمصلحة البلد.

ومع كامل احنرامى لكل أفراد الشعب وحريته فى أن يتكلم فيما يشاء وخصوصا أننا شعب طيب ونقى تماما ونبحب بلدنا بشكل كبير ولكننا الآن نواجه مشكلة حقيقية وهى أننا فجأة أصبحنا جميعا نفهم فى السياسة والطرق والاتجاهات السياسة والمبادئ البرلمانية والرئاسية.

بل وأصبح بعض الناس يطرحون نظريات سياسية لتقرر مستقبل الوطن ويقول البعض أنه لو اقتدى الساسة بأرائه لتحسنت الأوضاع كثيرا، بالتأكيد كلنا نحب هذا الوطن ونفعل ذلك من منطلق حبنا للوطن ولكن دعونا نفكر بهدوء وبعدم مبالغة ودعونا نسأل أنفسنا سؤالا هاما وهو هل نحن مأهلون لذلك؟

بمعنى هل نحن أهل لأن نضع خططا ونظريات سياسة لرسم مستقبل الوطن؟ بالطبع لا.

لأننا لا نعلم الكثير من المعلومات والخفايا وفى اللعبة السياسية ما يظهر من الحقيقة هو 5% فقط وهذه هى أصول اللعبة السياسية، وعلميا وفى أى مجال فى الحياة لتستطيع أن تقيم موقفا أو تتخذ قرارا يجب توفر المعلومات الكافية.

المقصد هنا ليس مصادرة حرية الشعب فى التحدث فى الوضع الراهن لبلده ولكن لنجعل كلامنا مجرد دردشة وتعبير عن رأى فى الوضع الراهن ولكن أن يتحول هذا الحديث إلى خلاف وتعصب وتفرقة بين الأصدقاء لمجرد اختلافهم فى الرأى ورؤية كل طرف أنه الأصح وأن الطرف الآخر جاهل فهذا مرفوض لأن التعبير عن الرأى يحتمل تقبل الرأى والرأى الآخر ولا تسير الحياة على نهج واحد فقط فرأيى صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب.

ولكن المشكلة ليست هنا، المشكلة الحقيقية هو الوضع الآن فكثيرا من الشعب الآن بدأ يمتهن السياسة ويرى أنها شىء سهل (وهما إلى بيشتغلوا فى السياسة أحسن منى فى إيه) هذا الجملة تجدها تتكرر كثيرا جدا الآن لذلك فيجب أن نطرح بعض الأسئلة البسيطة وهى، هل لديك الخبرة السياسية الكافية، أم أنك دارس علوم سياسية من قبل؟ أم أنك كنت تعمل فى السياسة قبل ذلك فتجد أنه لايتوفر لديه اى من تلك المقومات والنتيجة هى مانحن فيه الآن فصائل مختلفة تتناحر من أجل إثبات أنها الأفضل وأن لديها الرؤيا الأوضح وتجد الفضائيات تكتظ بالكثير من الشباب الذين يضعون النظريات البعيدة عن الواقع والتى تفتقد لكثير من المعلومات نظرا لعدم خبرته وعدم علمه ببواطن الأمور بل والأصعب أنك تجد هذا الشخص يهاجم ويحاول فرض نظريته التى قد تفتقد الواقعية على جميع الناس، وأن نظريته هى الأصلح الآن، لذلك فقد وصلنا لهذا الخلاف الحاد فى وجهات النظر والتوجهات.

خلاصة الموضوع أننا كشباب أو أفراد شعب إذا أرادنا أن نعمل فى أى مجال من المجالات فيجب أن تبدأ من أساسيات هذا المجال وأن تنمى خبرتك فيه كمثال العمل السياسى فيجب أن تحاول القراءة كثيرا عن السياسة والتاريخ والتحولات التى حدثت على المستوى السياسى فى العالم، وأن تقرأو تعى المصطلحات السياسة وأن تسمع من هذا وتسمع من ذاك لتقرر أى اتجاه ستنتهج وبعد ذلك تحاول الانضمام لحزب سياسى على سبيل المثال لتكتسب الخبرة الكافية وتشارك فى فعاليات وندوات سياسية لتكون فى بداية الطريق الصحيح للعمل السياسى أواى عمل فكل شىء حاليا أصبح علم، أما مبدأ الفهلوة فلا يوجد له مكان فى هذا الزمان، فيجب أن نحاول أن يتولى من يصلح للتحدث بالنيابة عنا ولقيادة البلد للأمان عن طريق السبل الشرعية والمتعارف عليها وهى أن تعبر عن رأيك عن طريق الانتخابات التى تكفل لك حرية التعبير عن الرأى فى شكل نظامى معترف به فى جميع انحاء العالم.

إننا ندعوا الله جميعا أن تتحسن الأوضاع ونتحرك للأمام بدلا من البكاء على الماضى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة