أحمد دومه

خالد - مش - سعيد

الإثنين، 11 يونيو 2012 06:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن أتخيل وأنا أجول ببصرى داخل غرفته أنه قد فات عامان على رحيله، ولا كيف كان يفكِّر وهو يضع صوره فى غرفته، وملابسه، ويرتب أشياءه الصغيرة قبل أن تغتاله أيادى الغدر، لم أكن قادراً على تخيّل شكل هذا الشاب ولا طباعه، ولا ما الذى جعله مميزاً ليختاره الله ليكون مفجِّر الثورة، ومشعل فتيلها.

فى منزل الشهيد خالد سعيد قضيت يومين لا أفعل فيهما شيئاً سوى الاستماع لكل شىء يخصه، والاستمتاع بما تبقى منه من ذكريات على مكتبه وفى دولابه وغرفته، أمّه لم تكن تترك شيئاً يمر من حولها إلا وتتذكره بها، كلام الحاضرين وأفعالهم، عندما يقول أحدنا شيئاً تعوّد خالد أن يقوله، الجميع كان يذكرها به، وبطيبة قلبه وحنانه، والجميع أيضاً يذكرها بدمه الذى ذهب هدراً - كما تقول - فهى ترى أن الثورة فشلت فى اختبارها الأول وعلينا أن نستمر حتى ننجح ونثأر لدم خالد وكل الشهداء.

طبعاً لم يفُتْنا فى هذا الحدث أن نعرف رأى والدة خالد سعيد فيمن ذا الذى ستعطيه صوتها فى جولة الإعادة من الانتخابات، وكان ردها قاطعاً للجميع، فقد قالت إنها لن تختار بين الكوليرا والطاعون، بين من قتل ابنها ومن صمت على قتله، وقالت لنا بصوت يهز الأبدان: اختاروا العلاج بدلاً من المرض، وعلاج هذين الوبائين هو الثورة، أكملوا ثورتكم حتى تحصلوا على حقوقكم.

خالد الذى عاش طوال عمره «سعيداً» أحسّه اليوم «غير سعيد» بما وصلنا إليه، أسمع صوته وهو يحثنا على عدم التراجع، يطالبنا بالقصاص لدمائه هو ورفاقه، وأم خالد أعلنت فينا أنها ستكتب على ورقة التصويت: الثورة مستمرة، ولهذا فكلنا سيفعل ذلك!!
تحدثت إلى والدة الصديقة العزيزة نهلة مصطفى- رحمها الله- بالهاتف من الإسكندرية لأعزيها فى وفاة صديقتنا وابنتها، فوجدتها تعتب علىّ وعلى الجميع لأننا مقصرون بحقها، وحق صديقتنا، لهذا أعتذر لنهلة ووالدتها على التقصير، وأعدهما بصلة لا تنقطع... رحم الله شهداءنا وجمعنا بهم فى جنته.
«المجد للشهداء ... النصر للشعب».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة