خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أنا أعتذر للدكتور كمال الجنزورى
الإثنين، 11 يونيو 2012 08:12 ص
خالد صلاح رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع"
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسابيع قليلة تبقى فى عمر حكومة الدكتور كمال الجنزورى، هذا إن كان الموعد المحدد لتسليم السلطة فى 30 يونيو صحيحا بإذن الله، هذه الحكومة التى كنا نتسابق على انتقادها من قبل أن تبدأ، ونطعن فى قدرتها على العمل فى هذه الظروف المؤسفة للبلاد، ونسخر من اختيار رجل بحجم الجنزورى.. مشككين فى النوايا، وفى طبيعة الاختيار، وفى توقيت تولى المسؤولية، وكنا نأمل آنذاك أن يتم اختيار قيادة سياسية من هذه النخبة الجديدة والصاعدة، غير أن قدرات الجنزورى على الاحتمال والمواجهة، وخبراته فى علاج الأزمات السياسية والاقتصادية، وعبوره الأزمات المتكررة التى أوشكت أن تهدد الشارع أمنيا واجتماعيا، كشفت أن التقديرات الأولية لم تكن صحيحة تماما، وأن حماسنا للتغيير الشامل جملة واحدة.. لم يكن دقيقا فى هذا الظرف الانتقالى الحرج، وأن الجنزورى عمل منزها عن الأغراض فى وقت كان يستطيع فيه أن يكتفى بمقعد فى صالون بيته، لمشاهدة الفوضى على شاشات الفضائيات.
الحق أقول.. إننى أعتذر عن وجهة نظرى غير الموفقة، وعن تقديرات حماسية ظهرت فى ظروف ساخنة ضد الجنزورى، وأظن أن هذا هو الوقت المناسب لهذه الشهادة فى وقت يستعد فيه الجنزورى للرحيل عن مجلس الوزراء، وأظن أن من حق رجل فى خبراته وفى عمره، أن يسمع من أبناء بلده كلمة تقدير حول ما بذله خلال هذه الأشهر، فرغم أى ملاحظات، أو أى رؤى نقدية، أو اختلاف حول قرارات بعينها، أو عن تباينات فى تفسير بعض الأزمات كالبنزين والسولار، أو الإضرابات الفئوية أو غيرها، يبقى أن قبول هذه المهمة لم يكن أمرا سهلا فى بلد لم يعد فيه كبير، ولم يعد للسلطة أى بريق، ولم تعد المسؤولية نعيما مترفا، بل مصيبة هائلة للمكلفين بها، هؤلاء الذين يعملون بلا غطاء سياسى، وبلا مساندة إعلامية، وبلا حزب يفتح قلبه للأفكار، وفى بيئة لا تعرف إلا الشتائم والاتهامات المتبادلة باسم التحزب، لا باسم مصر.
أظن الآن، وبعد قراءة فى مسار هذه النخبة الفدائية من الوزراء، وبعد متابعة ليوميات الجنزورى نفسه، أن أى رجل غير هذا لم يكن باستطاعته أن يسيطر على تفاصيل هذه الفوضى بسهولة، والحق أقول أيضا أن رجال هذه الوزارة عملوا فى ظروف بالغة القسوة وعميقة الظلم، لم تكن هناك صحيفة واحدة فى هذا البلد، أو شاشة تليفزيون يتيمة على النايل سات، تدعم هذه الحكومة، أو تلقى الضوء على خطواتها على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، كنا نرى فى اختيارها مؤامرة، وفى خطواتها مؤامرة، وفى الأزمات التى تفجرها أيدٍ خفية مؤامرة من الحكومة نفسها، وكأنها تتآمر بنفسها على نفسها.
لم ينتبه أحد إلى الجهد الذى بذله الجنزورى فى وقف نزيف الإنفاق المفتوح من الاحتياطى النقدى لمصر، ولم يلتفت أحد لما بذلته حكومة الجنزورى على صعيد ضبط الأوضاع الأمنية الداخلية، وفق الإمكانيات والظروف السياسية المتاحة، ولم يلتفت أحد إلى أن الجنزورى كان يعمل بعيدا عن الأضواء، ولم يتورط فى المشهد السياسى الداخلى المرتبك، ولم يتورط فى مزاد السياسة الذى انعقد على جثة الحكومة، وعلى جثة مصر أيضا فى بعض الأحيان.
أنا أعتذر لك يا دكتور كمال، من كل قلبى، قد نختلف فى التفاصيل، أو قد ننتقد بعض القرارات أو قد نرصد ملاحظات على سلوك وزارى ما، لكن يبقى أنك عملت فى أوضاع بركانية، وساهمت فى علاج أزمات سببها نظام بائس، ثم سلسلة من القرارات البائسة بعد الثورة، ويبقى أيضا أنك نجوت بنفسك من الانحياز السياسى، وعبرت مجموعة من الأفخاخ السياسية، وطلبت وجه الله ثم وجه مصر.
لا خير فينا إن لم نقل الحق، ولا خير فى هذه الأمة إن كان نصيب المجتهدين فيها هو النكران والجحود، وكأنه يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون.
أعتذر يا دكتور كمال.. لأن مصر تبقى من وراء القصد.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد
اصبت كبد الحقيقه يا خالد
بلا تعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
احييك على شجاعة الاعتذار
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد غانم
برافوووووو عليك يا عظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
lمحمد الفاتح
الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
gemmy
سرعة النقد
عدد الردود 0
بواسطة:
ليلي
اعتذر للدكتور كمال الجنزوارى
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى المصرى
الجنزورى
عدد الردود 0
بواسطة:
Amr
الجنزوري المحترم
عدد الردود 0
بواسطة:
Talaat Gomaa
شكرا ايها الرجل الوطنى الشريف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
المعركة الانتخابيه