حسام عيسى: إعلان "التأسيسية" ذكرنى ببيع السكة الحديد

قال الفقيه الدستورى الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون بجامعة عين شمس، إن جماعة الإخوان المسلمين دخلت موسوعة "جينس" للأرقام القياسية، بخسارتها أربعة ملايين صوت فى أشهر قليلة خلال الجولة الأولى من انتخابات رئاسة جمهورية، مؤكدًا أن ذلك يعد مؤشرًا على نضج ووعى الشعب المصرى لما يدور فى الساحة منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة.

وشبه "عيسى"، خلال الاحتفالية التى أقيمت مساء أمس، الأحد، بالمسرح الصغير، بدار الأوبرا المصرية، لإطلاق "اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع" و"المرصد الوطنى لانتهاكات حقوق الفكر والإبداع"، الإعلان عن المطالبة بترشيح أعضاء من الهيئات والنقابات للمشاركة فى اللجنة التأسيسية للدستور، بإعلان بيع السكة الحديد التى كان يقرؤها قديمًا، متسائلاً، أهكذا يكتب دستور مصر أم الدنيا؟، أيليق بمصر أن نعلن فى الصحف لنطالب الهيئات بترشيحهم أى أعضاء للمشاركة فى كتابة الدستور؟، مضيفًا، ماذا لو رشحت الهيئات من لم يحصلوا على الإعدادية مثلاً أو من لا علاقة لهم أو خبرة بالدستور؟، مؤكدًا أن هذا "الأسلوب مهين لمصر ومكانتها بين الأمم، وأن هؤلاء أتوا لفك صواميل الأمة ليخرجوا لنا مسخًا لأنهم يظنون أنفسهم ملاك الحكمة الإلهية".

وقال "عيسى"، أنا أسأل هذا التيار أعطونى اسمًا واحدًا لديكم فعل ما فعله سيد درويش أو ما صنعه الدكتور مصطفى مشرفة أو المسرحيون، مؤكدًا أن كل الذين صنعوا الوجدان المصرى كانوا تلاميذ الشيخ محمد عبده الذى تخلفنا عنه اليوم.

واستشهد "عيسى" بأغنية "اللى بنا مصر كان فى الأصل حلوانى"، موضحًا أن المقصود بـ"الحلوانى" هو الفنان الذى لا يتقيد إلا بإحساسه وإبداعه، مشيرًا إلى أنه فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر كان دور الإبداع الفنى هو إنقاذ اللغة العربية، وكانت تلك مهمة بالغة الصعوبة، وأن من أنقذ لغة القرآن الكريم كان أكثرهم هم مسيحيو الشرق، وهو ما لا يعرفه أغلبية من يجلسون اليوم ليشرعوا القانون، ويستنكرون الأغانى، متسائلاً، لا أعرف كيف يمكن من لديه عقل وروح لا يستمتع بأم كلثوم أو عبد الوهاب، أو لا يرى فاتن حمامة، أو يحب ليلى مراد، تلك المرأة اليهودية المصرية التى غنت "يا رايحين للنبى الغالى"، مؤكدًا أن لم يستمع إلى الأغانى لم يدخل بعد حقل الإنسانية.

وأكد "عيسى" أنه لم يعد هناك مجال للفنانين والمثقفين والمبدعين إلا أن يتوحدوا ويتضامنوا معًا ضد هذه الردة، موضحًا أن نقطة الضعف الأولى هى المرأة، والتى يحاولون الآن التأكيد على أنها عورة، ومن ثم يمنعونها من الظهور فى الأعمال الإبداعية، ليخرجونها من الدائرة، لذا فإن الفصل بين قضية الفن وباقى قضايا الأمة قضية بالغة الخطورة، ولهذا فينبغى أن يكون المبدعون على حذر، لأن الخطر لن يبدأ بهم، بل سيكونون فى النهاية.