علقت صحيفة واشنطن بوست على وصول المرشح المستقل أحمد شفيق إلى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية فى مصر، على عكس المتوقع، معتبرة أن انتصاره يعد هزيمة كبيرة للثوار الذين شاركوا فى الانتفاضة التى أطاحت بمبارك فى العام الماضى. خاصة أن قطاعًا كبيرًا من المصريين ينظر إلى الفريق باعتباره أحد أهم أركان النظام السابق، حيث إنه قد تم اختياره ليكون رئيس وزراء مصر من قبل الرئيس السابق حسنى مبارك قبل تنحيه عن السلطة بأيام قليلة.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن المصريين يدركون جيدًا أن الجنرال المتقاعد يحظى بدعم كبير من جانب رجال الأعمال المنتمين للنظام المصرى السابق، وكذلك رموز الحزب الوطنى المنحل، فإنه استطاع إقناع عدد كبير من المصريين بقدرته على استعادة الاستقرار والأمن اللذين افتقدهما الشارع منذ قيام ثورة 25 يناير.
وذكرت واشنطن بوست تصريحات قد أدلى بها عمرو موسى – المرشح الذى حل خامسًا فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة – والذى أكد أن رجال النظام المصرى السابق سوف يعودون بقوة إلى المشهد السياسى المصرى فى حال فوز شفيق ووصوله إلى مقعد الرئيس فى مصر، مؤكدًا أن ذلك سوف يساهم بشدة فى إعادة إحياء النظام السابق.
وأوضحت الصحيفة أن مسئولى حملة شفيق الانتخابية هم من رجال النظام السابق ورموزه، ومن بينهم مدير حملته إبراهيم مناع، الذى شغل منصب وزير الطيران المدنى خلفًا للفريق شفيق بعد أن تولى الأخير رئاسة الوزراء إبان الثورة المصرية قبيل خروج مبارك من السلطة، بالإضافة للعديد من الشخصيات التى شغلت مناصب كبيره كمساعدين ومستشارين له إبان توليه منصب وزير الطيران المدنى فى الفترة ما بين 2002 – 2011.
وأضافت واشنطن بوست أن ترشح شفيق لمنصب الرئيس يبدو محلاًّ للجدل، خاصة أن البرلمان المصرى قد مرر قانون العزل السياسى، والذى يقوم على حرمان جميع الشخصيات التى اعتلت مناصب حكومية أو بالحزب الوطنى المنحل من المشاركة فى الحياة السياسية، موضحة أن المحكمة الدستورية العليا لم تبت حتى الآن فى مدى دستورية القانون.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن وصول أحمد شفيق لجولة الإعادة قد أثار قلقًا بالغًا بين الثوار والاسلاميين، خاصة فى ظل تصريحاته العدائية التى أدلى بها، والتى تعكس رغبته فى إعادة إحياء الدولة البوليسية التى كانت تحكمها الديكتاتورية العسكرية.
وقالت إن شفيق قد ركز فى خطاباته الأخيرة على مسألة إعادة الأمن وكذلك العمل على تحييد الصعود الواضح الذى حققه تيار الإسلام السياسى مؤخرًا، مؤكدًا أنه سوف يتعامل بيد من حديد مع كل من يحاول الإخلال بأمن مصر. وحذر شفيق من استحواذ جماعة الإخوان على مقعد الرئيس فى مصر، مؤكدًا أن ذلك سيقود البلاد إلى أيديولوجية إسلامية متشددة.
وهنا أكد أحد أعضاء حملة شفيق أن من صوتوا لشفيق هم من المصريين الفقراء الذين يدركون جيدًا خطورة سيطرة تيار الإخوان المسلمين على جميع مؤسسات الدولة فى حال تمكن مرشحهم من الوصول لمقعد الرئيس فى مصر.
واشنطن بوست: انتصار شفيق يمثل هزيمة للثورة المصرية.. موسى يؤكد أن فوزه يعيد رموز النظام السابق إلى المشهد السياسى فى مصر.. والإسلاميون والثوار يخشون عودة الدولة البوليسية
الأحد، 10 يونيو 2012 11:49 ص