شدد المستشار سامى مختار، رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم، على ضرورة الاهتمام بسائقى الشاحنات، بإنشاء مراكز تدريب مجانى لهم، للتوعية المرورية والثقافية والاجتماعية، بحيث لا يحصل السائق على رخصة القيادة إلا بعد حصوله على هذا التدريب، بل تكون هناك دورات إضافية مع كل تجديد للرخصة، ورفع رواتبهم ومنحهم تأمينات خاصة بهم، حتى لا يضطروا للقيادة لأكثر من 12 ساعة متواصلة للحصول على أكبر قدر من المكسب، مما يجعلهم يقودون السيارة وهم فى حالة إعياء تتسبب فى كثير من الحوادث، خاصة أنهم ليس لهم استراحات، ويمكن الإنفاق على هذه الأمور من الرسوم التى يتم تحصيلها من هذه الشاحنات، على أن يتم الحصول عليها من المنبع، بحيث يكون هناك مكتب تحصيل فى كل ميناء، حتى تعود كلها للدولة التى تستقطع جزءًا منها للإنفاق على المراكز، موضحًا أنه بحسب دراسة لوزارة الداخلية فإن مصر تضم 120 نقطة سوداء لحوادث الطرق على شبكة الطرق السريعة، أبرزها طريق السويس القاهرة.
وأكد مختار، فى بيان صادر عن الجمعية، على أن ثلث عدد سائقى المقطورات يتعاطى المخدرات، وأن من أسباب هذه الحوادث إجهاد السائق، لأنه يعمل لساعات طويلة بلا راحة وليس هناك سائق بديل، فكثيرًا ما يترك القيادة لـ «التباع» ليواصل الرحلة وهو ليس لديه خبرة فى قيادة السيارات بوجه عام، وليس معه رخصة درجة أولى، وبالتالى يتسبب فى وقوع الحوادث، وقد تبين أن أكثر حوادث الطرق تكون فى نهاية الرحلة، وثبت علميًّا أن الإنسان لا يستطيع أن يقود سيارته لأكثر من أربع ساعات متوالية، ثم عليه أن يستريح لأن الإجهاد والملل الشديد يؤديان إلى السرعة، بالإضافة إلى أن قيادة النقل تستلزم الحصول على رخصة درجة أولى وهى ليست متاحة للجميع، وكثير من سائقى المقطورات لا يحملون هذه الرخصة، بل الأكثر من ذلك تم ضبط بعض السائقين يقودون المقطورات بأرجل صناعية، وتعتبر مصر هى الدولة الوحيدة التى تستخدم المقطورات والتى يجب أن ينتهى التعامل معها لخطورتها، لأن أى عطل يطرأ بها يصعب على السائق التعامل معه أو السيطرة عليها، فتتحول المقطورة إلى سيارة تندفع على الطريق بدون سائق، علاوة على أن بعض المقطورات تسير ليلاً بلا إضاءة أمامية أو خلفية، رغم أن طولها قد يصل إلى 13 مترًا، مما يؤدى إلى أن السيارات التى تأتى من خلفها، لا يراها سائقها فتدخل السيارة أسفل المقطورة مصطدمة بها كما تصطدم بها أى سيارة تخرج من طريق جانبى، فكثير من الحوادث يكون سببها عدم إضاءة الأنوار لإهمال السائق، كما أنه يتم تحميل المقطورات بحمولات تزيد على الحمولات المقررة، مما يؤدى إلى وقوع كثير من الحوادث، فضلاً على هلاك الطرق لأن الطرق مصممة على أحمال معينة، فالأحمال الزائدة تدمرها وتتسبب فى ضياع المال العام، وأغلب حوادث المقطورات يكون بها حالات وفاة، لأن المقطورة حين تندفع على الطريق تنقلب فوق السيارات الملاكى فتدمرها بالكامل.
وأشار مختار إلى أن مصر هى الأولى عالميًّا فى الوفاة نتيجة حوادث الطرق فهناك 156 حالة وفاة لكل 100 ألف مركبة، وفى المقابل 72 حالة بدولة تركيا، و28 باليونان و13 حالة بإيطاليا، وقد أكدت التقارير التى نشرت فى هذا الصدد ووفقًا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والتقرير الصادر عن وزارة الداخلية على أن طريق مصر - السويس أكثر طرق الجمهورية حصدًا للضحايا سنويًّا، بسبب حوادث الطرق ويعود السبب الرئيسى فى هذا إلى سيارات النقل ومخالفتها للقانون وتردى حالة الطرق غير المطابقة للمواصفات وغياب الخدمات اللازمة عليه، مثل وحدات الإسعاف والإطفاء وفشل المرور فى السيطرة على هذه السيارات، وأصبح السفر على طريق مصر السويس خطرًا شديدًا مع تزايد حوادث الطرق فى الفترة الأخيرة فيه بصورة مخيفة، ومقارنة بالعام السابق ارتفع معدل المتوفَيْن من الشباب فى الفئة العمرية، التى تمتد من 15 إلى 30 عامًا إلى 48.4% من إجمالى المتوفيْن فى حوادث السيارات بمعدل 14 شابًّا لكل 100 ألف نسمة خلال عام 2011، وذلك وفق التقرير السنوى عن حوادث السيارات والقطارات الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والذى أشار إلى أن إجمالى عدد حوادث السيارات خلال العام الماضى ارتفع بنسبة 6.9%، ليصل إلى 24 ألفًا و371 حادثًا مقابل 22 ألفًا و793 حادثًا فى العام السابق عليه.
ولفت التقرير إلى أن أعلى معدل خطورة للحوادث على الطرق السريعة خلال العام الماضى فى طريق "القاهرة السويس" بمعدل 4 متوفين أو مصابين لكل حادث، وأشار التقرير إلى أن عربات النقل تعد أكثر المركبات المسببة للحوادث على الطرق السريعة، حيث بلغت 40% من إجمالى نسبة الحوادث بسبب المركبات.
كما أشار مختار إلى تقرير صادر حديثًا عن وزارة الداخلية يشير إلى أن من بين 3 حوادث سيارات هناك حادثان تسببهما سيارات النقل الثقيل، وأن عددًا كبيرًا من سائقى النقل يتعاطون المواد المخدرة خاصة على الطرق السريعة، كما تشير دراسة لهيئة الطرق والجسور إلى أن 85% من حوادث الطرق تعود أسبابها إلى عدم تركيز قائدى السيارات أثناء القيادة وجنون السرعة خاصة لسائقى الشاحنات، وبحسب الدراسة تضم مصر 120 نقطة سوداء لحوادث الطرق على شبكة الطرق السريعة، أبرزها طريق السويس القاهرة، ويأتى فى المرتبة الأولى ثم طريق بنى سويف - المنيا وطريق العباسية - شرقية والكيلو 52 على طريق الإسكندرية - القاهرة الصحراوى، بالإضافة إلى طرق الإسماعيلية – السويس والإسماعيلية – بورسعيد وبنى سويف - العياط ووصلة أبو سلطان و80% من الحوادث تقع على طرق تابعة للمحليات فيما أن الـ 20 % الأخرى تقع على الطرق السريعة التابعة لوزارة النقل ويمر على طريق مصر السويس أكثر من 150 ألف سيارة يوميًّا فى ظروف مرورية قاسية مع استهتار سائقى النقل ودخولهم فى سباقات بسيارات محملة بمئات الأطنان بالإضافة إلى تعاطى 90 % منهم للمواد المخدرة ويصل حجم الخسائر السنوية من حوادث الطرق ما يقرب من 16 مليار جنيه، بالإضافة إلى 70 ألف قتيل من المصريين وفقًا لتقرير وزارة الداخلية المصرية بزيادة 33 مرة عن أى مكان آخر فى العالم، كما كشف التقرير أن قتلى المرور تتراوح أعمارهم ما بين 22 و30 عامًا.
وقال إن الحل المناسب تمت تجربته على أرض الواقع فى طريق القطامية العين السخنة، حيث كانت تقع عليه أعلى معدلات حوادث سيارات فى شبكة الطرق المصرية وعلى أعلى نسبة شاحنات، ولكن بعد أن تم تنفيذ طريق مخصص للشاحنات على جانبه أصبح أقل طريق تحدث عليه حوادث شاحنات، مما أثبت أن الحوادث ليس سببها العنصر البشرى وحده، إنما لابد من إصلاح منظومة النقل أولاً، وذلك بنقل الشاحنات على طرق منفصلة، وكل ما نحتاجه هو أربعة طرق فقط، وهى طريق بين القاهرة والسويس وطريق بين القاهرة والإسكندرية، وطريق يربط القاهرة بميناء دمياط وبورسعيد، وطريق يربط القاهرة بالصعيد لنقل بضائع مصر كلها، وتكلفة إنشاء هذه الطرق تتراوح بين 8 و9 مليارات جنيه ويمكن الانتهاء منها فى أقل من عامين، وهذه التكلفة ليست كبيرة بالقياس بما تتكلفه الدولة بسبب حوادث النقل التى تصل إلى 16 مليار جنيه فى السنة الواحدة، فضلاً على أن تكلفة الإنشاء تدفعها الدولة مرة واحدة فى حين أن الخسائر تتكبدها كل سنة، غير أن هناك خسائر فى الأرواح فادحة، حيث يموت 12 ألف شخص فى السنة.
كما تخسر شركات التأمين الابتدائى نحو مليار جنيه وذلك طبقًا لتقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ومعظم دول العالم نفذت فكرة الطريق الخاص للشاحنات، وذلك عندما يزيد معدل الشاحنات على نسبة محددة وهى ما بين 5 إلى 8% ونحن فى مصر تعدينا هذه النسبة بكثير، حيث وصلت الشاحنات إلى 25% فى بعض الطرق، هذه النسب لو وجدت فى أى بلد من بلاد العالم مهما بلغت درجة تقدمها فلابد أن يرتفع معدل الحوادث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة