توماس فريدمان: الفيس بوك لم يكن كافياً لتحقيق أهداف الثورة المصرية.. والمؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين الأكثر تماسكاً من التيارين الليبرالى والإسلامى المعتدل

الأحد، 10 يونيو 2012 05:43 م
توماس فريدمان: الفيس بوك لم يكن كافياً لتحقيق أهداف الثورة المصرية.. والمؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين الأكثر تماسكاً من التيارين الليبرالى والإسلامى المعتدل الكاتب الأمريكى توماس فريدمان
كتب بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علق الكاتب الأمريكى توماس فريدمان فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز على جولة الإعادة التى سوف تشهدها مصر خلال يومى 16 و17 يونيو الجارى، والتى سوف تشهد تنافساً بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى والمرشح المستقل أحمد شفيق، والذى ينظر إليه الكثير من المصريين كأحد أركان النظام المصرى السابق، مؤكداً أنه على ما يبدو أن شبكات التواصل الاجتماعى لم تكن كافية لتحقيق أهداف الثورة فى مصر.

وأوضح فريدمان أن إحدى الناشطات المصريات قد بادرته بسؤال، أثناء تواجده بمدينة إسطنبول، لحضور مؤتمر "تركيا والربيع العربى"، حول المرشح الذى ينبغى أن تختاره فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية فى مصر، مضيفة أنها تشعر وكأنها بين شقى الرحى، فعليها أن تختار بين مرشح متشدد، وآخر ينتمى للنظام السابق ويعد امتداداً له. وهنا تساءل الكاتب الأمريكى الشهير ماذا حدث لثورة "الفيس بوك"؟

وأضاف الكاتب أنه بالرغم من أن شبكات التواصل الاجتماعى قد تمكنت من أن تفتح الباب أمام المصريين للتواصل معا، إلا أنها لم تتمكن من توحيدهم، موضحاً أن الفيس بوك قد لعب دورا كبير فى حشد المصريين إبان الثورة المصرية فى ميدان التحرير، إلا أن السياسة تتعلق دائما بالقدرة على القيادة وتحقيق الأهداف.

وأكد الكاتب أن كلا من المؤسسة العسكرية فى مصر وجماعة الإخوان المسلمين دائماً ما يكونا الأقدر، خاصة فى ظل ما يعانيه التيار الليبرالى التقدمى والتيار الإسلامى المعتدل فى مصر من انقسام واضح، وهو ما بدا واضحاً فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتى تمكن فيها مرشحو تلك التيارات من الحصول على أصوات أكبر مما حققه كل من شفيق ومرسى مجتمعين، إلا أن انقسامهم فى صورة أكثر من مرشح أدى إلى النتيجة التى يواجهها المصريون حاليا.
وأبرز الكاتب الأمريكى البارز ما كتبه الخبير السياسى المعروف فرانك فوكاياما، حول أن المحتجين المصريين يمكنهم حشد التظاهرات والتصرف بشجاعة "متهورة" لمواجهة تحديات النظام القديم، إلا أنهم سوف لا يستطيعون الاحتشاد خلف مرشح واحد، وبالتالى تكوين حزب سياسى يمكنه أن يكون منافساً فى الانتخابات، موضحاً أن الفيس بوك لا يمكن أن يعطى التأثير الكافى الذى يمكنه أن يمتد لمدة طويلة من الزمن.

وأضاف فريدمان أن شباب التحرير قد واجهوا اثنين من شبكات النفوذ الراسخة، فى إشارة إلى المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين، موضحاً أن هؤلاء الشباب لم يكن لديهم الوقت الكافى، من أجل بناء قاعدة شعبية فى بلد كبير بحجم مصر.

من ناحية أخرى أوضح الكاتب أن هؤلاء الشباب يمكنهم أن يدرسوا بعض التجارب الأخرى، مشيرا إلى نموذج حزب العدالة والتنمية التركى، والذى يحكم تركيا منذ عام 2002، موضحاً أنه "بالرغم من الإنجازات التى تمكن الحزب التركى الحاكم من تحقيقها خلال عقد من الزمان، سواء فى الجانب الاقتصادى أو الصحى، إلا أن الحكومة التركية فى الوقت نفسه قد سعت نحو استقلالية القضاء والصحافة، وهو الأمر الذى يعوق تحقيق التوازن، نظراً لعدم وجود رقابة حقيقية على أداء حكومة أردوغان، موضحاً أن العديد من الصحفيين قد طالبوه بعدم ذكر أسمائهم عند الحديث معهم.

وأوضح الكاتب أن السياسات التى تتبناها تركيا، والتى تقوم على تحقيق الرفاهية الاقتصادية مقابل القضاء على الديمقراطية، سوف لا تقضى على الديمقراطية فى تركيا فقط، وإنما ستكون أيضا غير مفيدة لمستقبل الديمقراطية فى المنطقة ككل، موضحا أنه بصرف النظر عن الفائز فى الانتخابات المصرية القادمة، فإن الرئيس القادم لن يجد أفضل من النموذج التركى ليتبعه خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن الأتراك يحظون بدعم كبير من جانب الإدارة الأمريكية، وكذلك الاتحاد الأوروبى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة