وفاء أحمد التلاوى تكتب: عطايا ومنح ربانية

الجمعة، 01 يونيو 2012 05:03 م
وفاء أحمد التلاوى تكتب: عطايا ومنح ربانية صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعطى الله هباته الكثيرة ومِنَحِه الوفيرة والعديدة وعطاياه لجميع عباده المؤمن والكافر والعاصى وبجميع أنواعهم وأجناسهم، فكلنا عبيد له وهو خالقنا ورازقنا وهو القادر على كل شىء، فمنهم من يأخذها ويعمل بها ويتقبلها فتتغير حياته كلها بذلك العطاء أو المنحة، ومنهم من لا يفكر بها إلا قليلا ويهملها ولا يقبلها فى النهاية، فتظل حياته كما هى لا تتغير كثيرا، وكل يختار طريقه، وهذه الهبات أو المنح ممكن أن تأتى على شكل فرص كبيرة فى الحياة يمنحها الله لخلقه كى يغيروا من حياتهم ومن أنفسهم للأحسن والأفضل بإذن الله تعالى، ومساعدة منه إليهم لكى يحققوا رغباتهم وأمالهم وطموحاتهم.

فالفتاه مثلا عندما تبلغ وتصل لسن الزواج وتشعر بالتغيرات الجسمانية لديها ومشاعرها الجديدة عليها ورغبتها فى تكوين أسرة، خاصة بها تكون هى فيها سيدة الموقف وربة بيتها، فيساعدها الله بأن يمنحها أكثر من شاب للزواج بها وتختار من بينهم الأصلح لها وقد يكون أحدهم مناسبا لها فعلا من كل النواحى فتختاره هى أو والداها حسب ما يروه أفضل لها من وجهة نظرهم، فإذا وافق الأهل على صاحب الخلق الحميد والدين تغيرت حياة هذه الفتاة كليا ويمكن أن تتغير معها البلد التى تعيش فيه والأشخاص التى تقيم معهم، وبذلك تكون قد حصلت على فرصة أومنحة من الله لتتغير حياتها كلها للأحسن بإذن الله، وخصوصا لأن اختيارهم كان قائما على حسن الخلق والدين، وعملوا بقول الرسول الكريم قال صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير"، رواه الترمذى وغيره.

أما إذا رفضت الفتاة أو الأهل هذه العطية ولم تقبلها فتظل الفتاة هكذا حتى يأتى الله لها بفرصة أخرى، ولكن فلتحذر قد تطول مدة هذه الفرصة بالسنين الطويلة ولا تلوم إلا نفسها أو أهلها ممن قد يكونوا يطمعون فى الشاب الغنى الذى فى تصورهم من يسعد ابنتهم أكثر والذى بسببه يرفضون كل من يتقدم إليهم، وقد يكون طمعهم هذا سببا فى عنوسة ابنتهم وتعاستها، وكذلك الفتى فقد يعطيه الله الفرصة أيضا بالعثور على الفتاة ذات الدين والخلق الكريم والأهل الطيبين ولكنه يرفضها وينتظر الحصول على الفتاة الجميلة أو الغنية ذات حسب أو نسب مشرف ولا يقبل عطية الله له وينتظر وينتظر حتى تضيع منه الفرصة، فهو لم يعمل بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام وعن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، رواه الجماعة إلا الترمذى.

وتستمر به الحياة هكذا وتمر به السنون والأعوام مسرعة وتظل حياته فارغة لا يجد بها العاطفة والحب ونعمة الحياة الزوجية الكريمة المستقرة التى تصونه من الوقوع فى الرذيلة والخطيئة أو الذنوب الكثيرة التى يقع فيها بعض شبابنا، ولكن من رحمة الله وعطفه وكرمه لا يتركه هكذا، فيعطيه فرصة أخرى لكى يغتنمها، ويرضى بها ويتقبلها قبل أن يمضى قطار العمر مسرعا والذى لا يتوقف لأحد، وهكذا تأتى الهبات والرحمات من الرحمن الرحيم فى كل شىء فى حياتنا وفى جميع أعمالنا وحتى فى اختيار نوع العمل المناسب لنا، أو فى اختيارنا لمكان إقامتنا وسكننا وفى أبسط الأشياء فى حياتنا، فيجب أن نستخير الله فى كل شئون حياتنا، وما ييسره لنا بعد ذلك من أمورنا نعمل به وما يعسره لنا فلا نعمل به فهو الأعلم منا بأمور الخير لنا، وأيضا الفرصة فى اختيار رئيس جمهوريتنا فهى أيضا هبة من الله قد أعطاها الله لنا بفضل تضحيات الغير لنا بأرواحهم الطاهرة فيجب أن نحرص عليها ولا نضيعها من أيدينا حتى لا نتحسر عليها فيما بعد.

واتخاذ القرارات بالقبول أو الرفض هى التى قد تغير الحياة بأكملها، فإذا هيأ لك الله أمرا بدا لك فيه خيرا لك ويسره لك، فاستخير الله فيه أولا ثم توكل على الله فيه إذا ارتاح قلبك له فقلب المؤمن دليله، وأقبله لعل الله يجعل لك فيه الخير الكثير، ويكون سببا فى سعادتك وتغيير حياتك للأحسن إن شاء الله، فإن التردد صفة يتمتع بها الكثير من الناس مما يفقدهم كثير من الهبات والعطايا التى يمنحها لهم الله بعطفه ورحمته، ولا أقصد أن يكون الإنسان منتهزا للفرص ويحاول أن يحصل عليها عنوة من الآخرين وبكل الطرق المشروعة والغير مشروعة، لا، بل أقصد أن يكون الإنسان متقبلا لعطاء الله له ولا يرفضه وخصوصا إذا تهيأت له الظروف المساعدة له فليقبلها ولا يضيعها من يده فما يسره الله لك فخذه ولا تتردد فيه وتوكل على الله "فمن توكل على الله فهو حسبه"، وهكذا تستمر العطايا والمنح والهبات من الله عز وجل بين الرفض والقبول حتى نهاية العمر.





مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان محمد البستانى

تحياتى استاذة وفاء

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

ما شاء الله

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

الله يبارك لك !!........ياوفاء !! مش قادر أقول أكتر من كده !!

عدد الردود 0

بواسطة:

صوت الجماهير صالح محمد الجعفرى

من ضمن العطاياالحب

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء أحمد التلاوي

شكر وتقدير

عدد الردود 0

بواسطة:

د. طارق النجومى

الأخذ بالأسباب والتوكل على اللهnogo

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

الرفاق حائرون.. يفكرون.. يتساءلون فى جنون.. رئيسناً من يكون؟!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

الرفاق حائرون.. يفكرون.. يتساءلون فى جنون.. رئيسناً من يكون؟!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء أحمد التلاوي

شكر وتقدير وعتاب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة