أكد سكرتير مجلس الأمن القومى الروسى نيقولاى باتروشيف أن بلاده قادرة على اتخاذ إجراءات مناسبة ردا على منظومة الدرع الصاروخية التى تنشرها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى "ناتو" فى أوروبا.
وقال باتروشيف فى تصريحات له اليوم "إن الخطوات التى تتخذها القيادة الروسية فى الوقت الراهن مناسبة"، موضحا أن بين هذه الخطوات دخول محطة الرادار فى مقاطعة كالينينجراد الخدمة القتالية، وتعزيز الدفاع عن المنشآت التابعة للقوات الاستراتيجية النووية.
وأضاف "أنه سيتم أيضا اتخاذ خطوات إضافية منها تطوير وسائل حماية الصواريخ الروسية من الأنظمة المضادة للصواريخ، بالإضافة إلى توسيع قدرات القوات المسلحة الروسية على اختراق الدرع الصاروخية"، مؤكدا فى الوقت ذاته أن موسكو متمسكة بالحوار، لأن التوصل إلى اتفاق مقبول لكافة الأطراف ويصب فى صالح الجميع.
وشدد على وجود طريقين لاستعادة الاستقرار الاستراتيجي، وهما إما أن تحصل روسيا على ضمانات صارمة وملزمة قانونيا بأن الدرع الصاروخية لن تكون موجهة ضدها، أو أنها ستضطر للدفاع عن نفسها واتخاذ إجراءات عسكرية تقنية مضادة.
من ناحية أخرى، حذر باتروشيف من أن تنامى ظاهرة التطرف فى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد "الربيع العربى" قد يشكل خطرا على أمن روسيا، وقال "إن أحداث الربيع العربى قد تؤدى إلى تزايد نشاط أفراد العصابات المسلحة فى عدد من المناطق الروسية".
وأضاف باتروشيف "أن روسيا قلقة من انتشار الأسلحة التى كانت فى مخازن النظام الليبى السابق فى المنطقة.. وأن هذه الأسلحة يجرى نقلها إلى خارج ليبيا دون أية مراقبة"، وأضاف "أن النزاع المسلح فى ليبيا والمواجهة العسكرية المستمرة فى سوريا منذ أكثر من عام، أدتا إلى تعقيد الوضع فى المنطقة، ولفت إلى أن انتشار الأسلحة فى المنطقة يشكل خطرا كبيرا على أمن روسيا.
وفى سياق آخر، قال سكرتير مجلس الأمن القومى الروسى "إن التفويض الذى تعتمد عليه الولايات المتحدة لدى نشر قواعدها فى أفغانستان، غير واضح بالنسبة لروسيا"، وأكد أن الوجود الأجنبى طويل الأمد فى أفغانستان الذى قد يستخدم ضد دول أخرى فى الإقليم، غير مقبول بالنسبة لروسيا.
وأشار إلى أن روسيا تأمل فى أن تنجز عملية تسليم مسئولية الأمن إلى القوات الأفغانية بنجاح، إلا أنه ذكر أن الجيش الوطنى والشرطة الأفغانيين غير قادرين على ضمان الاستقرار، مضيفا أن"المعارضة المسلحة توسع نفوذها فى المحافظات التى تتسلم فيها القوات الأفغانية مسئولية الأمن".
ودعا باتروشيف إلى تكثيف الجهود الرامية إلى تجهيز وتدريب القوات الأفغانية، كى تصبح قادرة على مواجهة تحديات الإرهاب وتجارة المخدرات.
من جانب آخر، رأى باتروشيف أن هناك قوى خارجية تسعى لتصعيد الوضع فى روسيا، وقال "إن رد الفعل الذى صدر عن بعض الأوساط الأجنبية على ما تقوم به المعارضة الروسية يشير إلى أن هذه الأوساط مهتمة بتصعيد الوضع الاجتماعى والسياسى فى روسيا".
وأضاف "أن هناك من لا يروق له الطابع السلمى للمظاهرات التى جرت فى روسيا فى الأشهر الماضية"، مشيرا إلى أن بعض القوى فى الغرب تستغل حرية توزيع المعلومات فى القطاع الروسى من شبكة الإنترنت، لنشر إشاعات مختلفة ودعوات إلى احتجاجات غير مرخصة.
مسئول روسى: لدى موسكو ما تقدمه ردًا على الدرع الصاروخية فى أوروبا
الجمعة، 01 يونيو 2012 02:18 م