اتفق عدد من أساتذة التاريخ على أن الوضع فى مصر الآن هو حالة من الشتات الفكرى للاختيار بين أحد التيارين "تيار الإخوان المتمثل فى مرشحهم للرئاسة الدكتور محمد مرسى، وفلول النظام السابق الفريق أحمد شفيق، مؤكدين أن هذا الوضع بمثابة انتكاسة فى حق الثورة المصرية.
جاء ذلك خلال ندوة "الثورات والانتفاضات فى مصر عبر العصور" التى عقدت مساء أمس الخميس بالمجلس الأعلى للثقافة، والتى قال خلالها الدكتور نبيل السيد الطوخى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة المنيا، إن أول ثورة مصرية فى تاريخ مصر المعاصر هى ثورة 19 باعتبارها أول حدث جمع المصريين على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم وأصولهم وراء شعار "الاستقلال التام أو الموت الزؤام".
وأضاف الطوخى أن استقلال البلاد كان الدافع والمحرك وراء كل الثورات التى خرجت بها مصر منادية بالحرية والإنصاف ضد المستعمر أو الحاكم الظالم المستبد، فثورة 19 كشفت عن عظمة الشعب المصرى الذى وقف ثائرا ضد أكبر قوى فى العالم فى ذلك الوقت، والدليل على ذلك مذكرات "فخرى عبد النور" عن ثورة 19 والتى تناولت توثيق الأحداث الحقيقية فى الثورة المصرية وما قام به أبناء هذا الشعب من تقديم أرواحهم فداءا لأوطانهم.
بينما قال الدكتور خلف عبد العظيم أستاذ التاريخ كلية الآداب جامعة المنيا إن ثورة يناير تتسم بسمات فريدة تزيد من إشكالية تناول المؤرخين لها، مضيفا أن من أهم الأسباب التى تزيد من صعوبة تأريخ هذا الحدث هو زيادة السكان وتعدد الأطراف المشاركة فيها، خاصة أنها كانت على صعيد الشعب وبلا قائد.
وأضاف عبد العظيم أن تعدد جهات توثيق الأحداث يصب فى صالح التأريخ وإن كان تشتت المؤرخ بين مختلف المصادر والمراجع ، وتباين الروايات حول الحدث الواحد سواء بالنفى أو بالإثبات، كل هذا يؤدى لكثرة تفاصيل الأحداث عبر الزمان والمكان مما لا يساعد المؤرخ على الوصول إلى الحقيقة بشكل كامل أو توثيق الحدث كما تم.