نحن الآن فى زمن الفوضى ومحاولة إحداثها بأسرع ما يكون وأخطر شىء فى المراحل الانتقالية انتشار الشائعات ومحاولة إشعال الفتن لا وأدها، ليس من مصلحتنا ولا مصلحة مصر أن تستمر هذه الحالة بل الاستقرار هو من يبنى المجتمعات الراقية ويجذب الاستثمار ويحدث النمو والتطور والتقدم.
كان الله فى عون المجلس العسكرى فالمصائب لا تأتى فرادى وقد يكون آخر الدواء الكى، فمصر الآن منقسمة لعدة تيارات كلها أخطر من بعضها البعض، كل يبحث عن مصالحه فقط والأخطر الذى يحدث فى سيناء من جماعات متطرفة بنت لها قواعد، وتعتقد أنها فوق القانون، كما أن هناك جماعات قد هربت أسلحة عديدة متنوعة بل وأسلحة ثقيلة داخل مصر تم الكشف عن الكثير منها ولا زال الكثير بحوزة آخرين ولا يخفى على أحد أن المخابرات بالتعاون مع الأمن الوطنى قد أحبطا الكثير من محاولات إغراق مصر بهذه الأسلحة التى أتت من بلاد حدودية عدة.
نتيجة الانتخابات وضعت الشعب بين خيارين يرى الكثيرون أن كلاهما صعب، فالإخوان ليسوا محل إجماع الوطن كاملا أو معظمه بل حصدوا ربع أصوات الناخبين فقط وأحمد شفيق أيضا لا يمثل المصريين جميعا فقد حصد حوالى ربع الأصوات فقط، أى أن الكفة متساوية بينهما، لذا فالإخوان يتمنون استمرار الانتخابات إلى النهاية لكن يحاولون جذب كل الفئات حتى المعارضة لهم ولكنها تعادى شفيق على طول الخط للحصول على تأييدهم فلا ينظر الإخوان هنا إلا لمصلحتهم فقط فى ضرورة الوصول إلى أعلى مناصب الدولة فى فرصة لن تتكرر كثيرا مقابل تقديم تنازلات عدة للمشاركة فى المناصب الأخرى كنواب الرئيس ورئاسة الوزراء والوزارات السيادية بما يعنى تقديم رؤية مختلفة جديدة لآلية توزيع التركة على الفرقاء.
وأحمد شفيق يتمنى استمرار الانتخابات ووصوله لمقعد الحكم ويحاول مخاطبة كل فئات المجتمع وفصائله والعمل على استقطابها والخروج من النفق المظلم بأنه معادى للثورة وينتمى لنظام فاسد جثم على صدور المصريين لعهود طويلة وليس من السهل التخلص منه بكلمات ووعود كما جاء فى خطاب الأمس.
طرف ثالث لا يهمه إلا نفسه أيضا وهو ينقسم الى قسمين فريق يتمنى تأجيل انتخابات الإعادة ويتم تعليقها وآخر يتمنى أن تحدث حالة من الفوضى ويبحث عنها.
ففريق حمدين صباحى تقدم بطعون لوقف إعلان النتيجة والتشكيك فيها حتى يتم التأجيل لعل وعسى أن تزداد الضغوط الشعبية على المجلس العسكرى فيخرج حكم المحكمة الدستورية العليا للوجود حول قانون العزل السياسى وربما أراح البلاد والعباد من شفيق فيصعد هو ثانيا لمواجهة مرسى ويقضى عليه بالانتخابات قضاء مبرما اعتمادا على التأييد الشعبى الذى حصل عليه والمد الثورى المعارض للإخوان لو جرت الإعادة بينه وبين مرشحها وهذا أقصى أحلام حمدين صباحى وفريقه القانونى وأعضاء حملته ومؤيديه.
طرف آخر خفى، يخطط الآن لإحداث حالة من الفوضى الكبرى فى مصر بدأ فى التشكيك فى النتيجة وادعاء تزويرها واللعب على وتر الفتنة الطائفية بأن سبب حصول شفيق على هذه الأصوات نتيجة لدعم الإخوة الأقباط له، كأن صوت الأقباط لحمدين صباحى طاهر حلال ولشفيق عورة حرام ويرى فرصته الكبرى فى ذلك بإحداث حالة من الفوضى العارمة فى مصر والتخطيط لقتل مرشح رئاسى بعمل إرهابى حقير يشعل فتنة فى البلاد لا يعلم مداها إلا الله.
مثل هذا الفكر العفن والدعوة إليه يجب أن يكون فى عين الاعتبار وأخذ الحيطة والحذر والتأمين الأمنى الكامل على مرشحى الإعادة والحفاظ على حياتهم حفاظا على مصر وعدم ترك أى باب لمن أراد أن يلعب بالنار فمصر تنتظر الاستقرار وتبحث عن الوصول إلى بر الأمان وهذا ما يقلق البعض ويؤرق مضجعهم، فاللهم رد كيدهم فى نحورهم واحفظ مصر من كل شر وسوء.
د.هانى أبو الفتوح يكتب: احذروا الفتنة واللعب بالنار
الجمعة، 01 يونيو 2012 07:06 م