إيكونوميست: مصير مصر لا يزال معلقًا فى الميزان ما بين "السم أو حبل المشنقة"

علقت مجلة "إيكونوميست" البريطانية على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وقالت فى تقرير لها بعددها الأخير إن هذه النتائج التى أسفرت عن إعادة بين محمد مرسى وأحمد شفيق، والتهديد بمظاهرات جديدة فى حالة فوز شفيق تعنى أن مصير مصر لا يزال معلقا فى الميزان.

وتضيف الصحيفة أن تلك النتائج اعتبرها النشطاء الليبراليون خيارا بين كارثة ومصيبة.. "إما السم أو حبل المشنقة"، مشيرة إلى أنها أثارت عاصفة من السخرية على فيس بوك وتويتر، وأضافت المجلة أنه بهذه النتيجة، تجد مصر نفسها أمام ذات المعضلة القاتمة التى واجهتها على مدار ثلاثين عاما من حكم مبارك، وهو إما ديكتاتورية مدعومة من الجيش، أو مخاطر الاستبداد الإسلامى.

وترى إيكونوميست أن بعض هذه المخاوف ربما تم المبالغة فيها، لكن الشعور بعدم الارتياح بين المصريين أمر مفهوم. حيث أن الرجلين الذين سيتنافسان فى الإعادة نقيضان متضادان. وتقول المجلة البريطانية أن كلا من مرسى وشفيق سارعا بمجرد إعلان النتائج إلى الاندفاع نحو الوسط السياسى، فقال شفيق إنه سيعمل مع حكومة ائتلافية يكون فيها أشخاص من الإخوان المسلمين وشخصيات مثل محمد البرادعى، كما تعهد مرسى، سعيا منه لطمأنة من يخشون الإخوان، باحترام حرية التعبير وحق الاحتجاج والإصرار على حقوق المرأة والأقباط وتشجيع السياحة.

وهذا الكلام المعسول، كما تصفه الصحيفة، ربما يكون له تأثير. ورغم أن شفيق حصل على تأييد علنى قليل فى الجولة الثانية، إلا أن الجماعات غير الإسلامية من المحتمل أن تقوم بتأييده باعتباره أهون الأمرين، أما أنصار مرسى فهم أكثر وضوحا وهم السلفيون ممن أيدوا عبد المنعم أبو الفتوح فى الجولة الأولى وبعض شباب الثورة والأحزاب أعلنوا على مضض دعمهم لمرسى.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه ربما يفضل أغلبية أكبر من المصريين البقاء فى منازلهم فى الجولة الثانية وسيكون ذلك تعليقا محزنا على إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية المتعرجة والفوضوية. ومع تعهد بعض الثوريين بالنزول إلى الشوارع من جديد فى حال فوز شفيق بالرئاسة، فإن مصير مصر لا يزال معلقا فى الميزان.