قال الدكتور سامى سكران وكيل كلية العلوم جامعة بنى سويف، إن مصر لديها عقول وكفاءات ومهارات ليس لها مثيل فى أى بلد عربى آخر، مطالبا بالمدوامة على إرسال هؤلاء العلماء فى بعثات إلى دول حوض النيل، بجانب تقديم الدعم المالى لهم، لإقامة ما تحتاجه تلك الدول من مشروعات.
وطالب سكران، المستثمرين المصريين بضرورة التفكير فى إنشاء مشروعات صناعية بتلك الدول، لافتا إلى أن مواطنيها لا يجحدون ولا ينكرون الفضل، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف بمثابة جسر التواصل مع دول حوض النيل، حيث يتعلم الطلاب فى كليات جامعة الأزهر ويقيمون مجانا بالمدينة الجامعية.
وأشار وكيل كلية العلوم، إلى أن من يلوثون مياه لنيل بمختلف الطرق يحاربون الله عز وجل ويكفرون بنعمته ويتسببون فى قتل المواطنين بشكل مباشر، مؤكدا أن قليلا من مياه الصرف الزراعى والآدمى يفسد ويلوث مياه النيل، ويؤدى إلى الإصابة بسرطانات الجسم، مدللا على ذلك بقوله إن الإنسان يصاب بالسرطان بعد 30 ثانية من شرب كوب ماء ملوث.
جاء ذلك خلال مؤتمر المنتدى الوطنى المحلى لحوض النيل، الذى أقيم بقاعة جمعية الشابات المسلمات بمدينة بنى سويف بعنوان (قضية المياه – آمال وتحديات) فى حضور زينب عبد الحميد رئيس مجلس إدارة الجمعية والعشرات من ممثلى الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية.
من جانبه أكد المهندس عصام ندا منسق المنتدى بمصر، على أهمية وضع ملف نهر النيل ضمن أولويات هذه المرحلة، خاصة فيما يتعلق بتوثيق العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، فضلا عن مد جسور الثقة فيما بينهم، من خلال التعاون التجارى والاقتصادى والثقافى، لافتا إلى أن رئيس وزراء أثيوبيا أكد خلال زيارته لمصر أن السد الذى سيتم بنائه لن يأخذ من حصة مصر لترا واحدا، وأن أثيوبيا لا تستخدم المياه فى الزراعة بل فى إنتاج الكهرباء، مشيرا إلى أن ممثلى مصر أعلنوا خلال الاجتماع أن مصر سوف ترفض السد تماما، وستقوم بإطلاق الحملات الشعبية ضد إقامته، فى حالة تأكدها من تأثيره على حصتها من المياه.
بدورها اتهمت المهندسة إيمان إسماعيل مديرة المكتب الفنى بمديرية الرى ببنى سويف، مسئولى الأمن بالتقاعس عن مواجهة التعديات على النيل بعد ثورة 25 يناير، لافتة إلى أن مهندسى الرى تنتهى مهمتهم عقب تحرير المخالفات، بينما توكل مهمة تنفيذ الإزالات لمسئولى الجهات الأمنية، واصفة أعمال تغطية الترع والمصارف بالقنبلة الموقوتة، مشيرة إلى أن تلك الترع كانت تستوعب المياه الموجودة بالقرى، ولكن بعد تغطيتها أصبحت المياه الجوفية تهدد المنازل بالانهيار.
وفى ختام المنتدى، أعلن محمد سعد مدير مركز النيل للإعلام ببنى سويف، التوصيات التى تضمنت مطالبة المشاركين فى فعاليات المنتدى، بأن يتضمن الدستور الجديد مواد تؤكد الحفاظ على نهر النيل والموارد الطبيعية وتنميتها كأمن قومى لمصر، بالإضافة إلى إنشاء شبكة سفراء النيل والتى تضم نخبة من الشخصيات العامة ورجال الدين والإعلاميين والشباب كنوع من الدبلوماسية الشعبية التى تدعم الجهود الرسمية وتعمل على بناء جسور الثقة بين مصر ودول حوض النيل، بجانب تنفيذ برامج للتوعية ومبادرات للحفاظ على مياه النيل من التلوث والإهدار.
وكيل علوم بنى سويف: الأزهر جسر التواصل مع دول حوض النيل
الأربعاء، 09 مايو 2012 04:06 م