سامـــح قطب يكتب: تغير المناخ بين الواقع والخيال

الأربعاء، 09 مايو 2012 04:05 م
سامـــح قطب يكتب: تغير المناخ بين الواقع والخيال صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن تغير المناخ أمر واقعى يجب الاعتراف به وإقراره، ومنه ندعم الأبحاث التى تناقش بوضوح التأثيرات الناتجة عن تغير المناخ سواء كانت هذه التأثيرات بالسلب أو بالإيجاب، فنجد مثلاً أنه من ناحية مدى ملاءمة الظروف المناخية لإنتاج المحاصيل المختلفة فإنه يمكن القول إنه فى منطقه شمال أوروبا تغيرات المناخ المستقبلية ذات تأثير إيجابى، وتجب الإشارة إلى أن هذه التأثيرات نسبية، تبعًا لاختلاف خطوط الطول والعرض، أى تختلف من دولة لأخرى، أما بالنسبة للجزء الجنوبى من أوروبا ومنه إسبانيا وخاصة منطقة الأندلس، ويشابهها الوضع فى المنطقة العربية ومنطقه شمال أفريقيا، ومنها بلدنا العزيز مصر، فإن تغير المناخ يكون ذا تأثيرات سلبية على إنتاج المحاصيل المختلفة وخاصة التى تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لكى تتمكن من إتمام دورة حياتها، أى من البذرة إلى البذرة، وعند التحدث عن تغير المناخ فى مصر فهو تغير ملموس نحسه جميعًا ونشعر به، والدليل القاطع على ذلك هو أنه فى الماضى ومنذ 100 عام للوراء كانت تنمو بعض النباتات فى الصحراء، ولعل السبب الرئيسى فى ذلك هو سقوط كمية من الأمطار التى سمحت لها بالنمو، أما الآن فلا توجد نباتات ولا أمطار، الأمر الذى أثر بدوره على الرعى.

وعند النظر إلى منطقة الساحل الشمالى فإنه يمكن القول إن هذه المنطقة كانت تستغل فى العهد الرومانى لزراعة محصول القمح الذى كان يعتمد بصفة أساسية على مياه الأمطار، أما فى الوقت الراهن فلا يتم استغلالها زراعيًّا، وذلك لقلة مياه الأمطار، والتى يمكن التغلب عليها بالعلم، حيث هناك أبحاث تم العمل فيها بفريق بحثى مشتمل على أساتذة أوروبيين ومصريين، والتى هى عن الرى التكميلى، والتى من خلالها يمكن أن نصل بهذا البحث فقط إلى الاكتفاء الذاتى من محصول القمح، وبصفة عامة يمكن القول إن تغير المناخ فى المنطقة العربية يشمل انخفاضًا كبيرًا فى كمية الأمطار وارتفاعًا طفيفًا فى درجات الحرارة، الأمر الذى يحتم علينا أن نتعايش ونتأقلم مع الأوضاع الجديدة، لا بالاستسلام لها ولكن بإيجاد حلول وأبحاث تتغلب على هذه المشكلة، لما له من دور مباشر على الأمن الغذائى واستقرار المجتمع، فإن علماء الوراثة وتربية النبات من الواجب عليهم - ومن الآن - استنباط أصناف جديدة من النباتات المختلفة التى لها القدرة على العيش فى الظروف المناخية المستقبلية، أما بالنسبة لعلماء الرى والأراضى فمن جانبهم يجب التخطيط ومعرفة وحساب كمية المياه التى يتم فقدها فى كل منطقة، نتيجة لهذه التغيرات، والعمل على توفير الطرق والأساليب الحديثة فى الرى، التى من شأنها الحفاظ على كمية المياه، وأنا من وجهة نظرى أرى أنه قد آن الأوان لنعرف جميعًا أن قطرة المياه العذبة أغلى من قطرة البترول، حيث تزداد قيمتها يومًا بعد يوم، وخصوصًا فى ظل تغير المناخ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة