"خزانة الشعر السنسكريتى" ثلاثة آلاف عام من الشعر فى مجلد واحد

الأربعاء، 09 مايو 2012 09:35 ص
"خزانة الشعر السنسكريتى" ثلاثة آلاف عام من الشعر فى مجلد واحد غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة، الترجمة العربية، لكتاب بعنوان "خزانة الشعر السنسكريتى"، قام بجمع وتحرير نصوصه المترجمة للإنجليزية أ. ن. د. هاكسار، ونقله إلى العربية الشاعر والمترجم عبد الوهاب أبو زيد.

ويقدم هذا الكتاب للقارئ مختارات شعرية من الشعر المكتوب أو المنظوم أساساً باللغة السنسكريتية القديمة ضمن مدى زمنى يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وقد ترجمها إلى الإنجليزية ما يربو على الأربعين مترجماً من بينهم شاعرانِ حائزان على جائزة نوبل للآداب هما الشاعر الإيرلندى وليام بتلر ييتس والشاعر المكسيكى أكتافيو باز.

النصوص التى يحتوى عليها الكتاب والتى يصل عددها إلى 183 نصاً شعرياً تتفاوت فى الطول والثيمة والنبرة والفترة الزمنية التى تنتمى إليها، والشعراء الذين نظموها والمترجمين الذين قاموا بترجمتها عن لغتها الأصلية إلى اللغة الإنجليزية، كما أنها تتنوع ما بين التراتيل الدينية القديمة والآداب الكلاسيكية والشعبية الضاربة فى التاريخ، والملاحم ذائعة الصيت مثل المهابهاراتا والراميانة، وقصائد الحب، والتأملات فى الحالة الإنسانية بمختلف أوجهها وتمثلاتها المتعددة والغنية.

بالإضافة إلى سعيها لتقديم صورة بانورامية شاملة عن الشعر السنسكريتى، الذى يعتبر أحد أقدم آداب العالم وأكثرها عراقة، تسعى النصوص التى جمعت بين دفتى هذا الكتاب لتقديم صورة مغايرة ومختلفة عن اللغة السنسكريتية، والتى بدا أنها أكثر ارتباطاً بالدين والفلسفة لدى الكثير من الدارسين والباحثين والمهتمين فى حين أنها تحتوى على أبعاد شعرية وجمالية رفيعة الطراز.

ونظراً لغنى وتنوع وغزارة التراث الأدبى المرتبط باللغة السنسكريتية فقد وضع مؤلف الكتاب نصب عينيه معايير محددة لاختيار النصوص، تمثلت، كما بيّنها فى مقدمة الكتاب، فى ثلاث نقاط أساسية هي: المحتوى الشعرى، وتوفر الترجمة المناسبة، والحاجة لتغطية فترة زمنية واسعة. ونظراً لتعدد الترجمات التى خضعت لها الكثير من النصوص السنسكريتية فقد آثر مؤلف الكتاب الترجمة المنظومة شعراً على الترجمة النثرية إلا فى حالات قليلة بهدف تمثيل شعراء لم يحظوا بما يكفى من الاهتمام بأعمالهم.

ويقول المترجم، لقد وفق معد هذه الأنطلوجيا/ الخزانة إلى حد كبير فى انتقاء نصوص شعرية من حقب، تاريخية مختلفة لعدد كبير من الشعراء يربو عددهم على الـ60 شاعراً، منهم من هو معروف الاسم والمنشأ ومنهم من هو مجهول الاسم؛ إذ تقدم هذه النصوص متفاوتة الطول كما أسلفنا والمتراوحة ما بين النص الملحمى البطولى وما بين القصائد القصيرة جداً وبالغة التكثيف والمقطوعات المتوسطة الطول، صورة بانورامية واسعة وشاملة تعطى للقارئ صورة واضحة وتصوراً وافياً عن أحد أبرز أشكال هذا الأدب العريق وهو الشعر ببعديه الملحمى البطولى والغنائى التأملى.

وبرغم ارتباط الشعر السنسكريتى ارتباطاً قوياً ووثيقاً بالثقافة التى يتحدر منها وينتمى إليها بطبيعة الحال حيث يزدحم الكثير من نصوص الكتاب بأسماء الشخصيات التاريخية والملحمية وأسماء الأماكن والنباتات ومفردات البيئة غير المعروفة، إلا أن ذلك كله لا يقف حائلاً بين القارئ وبين تذوق وتقدير هذا الشعر والاستمتاع بقراءته، وربما طلب الاستزادة منه والبحث عن مزيد من نصوصه فى مظانها ومصادرها المتنوعة والعديدة التى لم تحظ بعد بمن ينقلها إلى قراء العربية.

وعمل على اختيار وجمع نصوص هذا الكتاب الباحث والدبلوماسى أديتا ناريان دارياشيت هاكسار الذى كرّس شطراً كبيراً من حياته لترجمة الأدب السنسكريتى إلى اللغة الإنجليزية، وقام بترجمة العديد من أمهات الأدب السنسكريتى وكان آخرها ترجمة جديدة لكتاب الكاما سوترا الذائع الصيت، صدرت سنة 2011م.

أما مترجم الكتاب، عبد الوهاب خليل أبو زيد، فولد فى الأحساء فى ديسمبر 1970، يحمل شهادة البكالوريوس فى اللغة الإنجليزية وآدابها، وقد عمل فى التعليم وفى الصحافة الثقافية محرراً متعاوناً وعضو هيئة تحرير فى مجلة دارين الصادرة عن نادى المنطقة الشرقية الأدبي. له مجموعة شعرية بعنوان "لى ما أشاء" صدرت فى 2008م.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة